الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

* والذي يصلي وقتا ويترك الصلاة كثيرا أو لا يصلي؟

فالجواب: إن مثل هذا ما زال المسلمون يصلون عليه، بل المنافقون الذين يكتمون النفاق يصلي المسلمون عليهم ويغسلون وتجرى عليهم أحكام المسلمين، كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان من قد علم نفاق شخص لم يجز له أن يصلي عليه; كما نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على من علم نفاقه، وأما من شك في حاله فيجوز الصلاة عليه إذا كان ظاهره الإسلام، كما صلى [ ص: 24 ] النبي صلى الله عليه وسلم على من لم ينه عنه، وكان فيهم من لم يعلم نفاقه، كما قال تعالى: وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم [التوبة: 101]. ومثل هؤلاء يجوز النهي عنهم، ولكن صلاة النبي والمؤمنين على المنافقين لا تنفعه; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ألبس ابن أبي قميصه: « وما يغني عنه قميصي من الله». وقال تعالى: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم [المنافقون: 6].

وتارك الصلاة أحيانا وأمثاله من المتظاهرين بالفسق، فأهل العلم والدين إذا كان في هجر هذا وترك الصلاة عليه منفعة للمسلمين، بحيث يكون ذلك باعثا لهم على المحافظة على الصلاة; تركوا الصلاة عليه، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على قاتل نفسه، والغال، والمدين الذي لا وفاء له، وهذا شر منهم. [ ص: 25 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية