باب 
من إخباره بالكوائن بعده فوقعت كما أخبر  
شعبة  ، عن عدي بن ثابت  ، عن عبد الله بن يزيد  ، عن حذيفة  قال : لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يكون حتى تقوم الساعة ، غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة   منها  . رواه مسلم   . 
وقال الأعمش  ، عن أبي وائل  ، عن حذيفة  قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ، وفي لفظ : " حفظه من حفظه " وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه  . رواه الشيخان بمعناه . 
وقال عزرة بن ثابت   : حدثنا علباء بن أحمر  قال : حدثنا أبو زيد  قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى أظنه قال : حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد فخطبنا حتى غربت الشمس ، قال : فأخبرنا بما كان وبما هو كائن  ، فأحفظنا أعلمنا  . رواه مسلم   . 
وقال إسماعيل بن أبي خالد  ، عن قيس  ، عن خباب  قال : شكونا  [ ص: 328 ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده في ظل الكعبة  فقلنا : ألا تدعو الله لنا ، ألا تستنصر الله لنا ؟ فجلس محمارا وجهه ، ثم قال : " والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فتحفر له الحفرة ، فيوضع المنشار على رأسه فيشق باثنين ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصبه ولحمه ، ما يصرفه عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر ، حتى يسير الراكب منكم من صنعاء  إلى حضرموت  لا يخشى إلا الله عز وجل أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون  " . متفق عليه . 
وقال الثوري  ، عن ابن المنكدر  ، عن جابر  قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل لك من أنماط ؟ " . قلت : يا رسول الله ، وأنى يكون لي أنماط ؟ قال : أما إنها ستكون . قال : فأنا أقول اليوم لامرأتي : نحي عني أنماطك ، فتقول : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون لكم أنماط بعدي ، فأتركها  . متفق عليه . 
وقال  هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير  ، عن سفيان بن أبي زهير النميري  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تفتح اليمن ،  فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة  خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم تفتح الشام ،  فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة  خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم تفتح العراق ،  فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة  خير لهم لو كانوا يعلمون  " . أخرجاه .  [ ص: 329 ] وقال  الوليد بن مسلم  ، عن عبد الله بن العلاء بن زبر   : حدثنا بسر بن عبيد الله  ، أنه سمع أبا إدريس الخولاني  يقول : سمعت  عوف بن مالك الأشجعي  يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أدم ، فقال لي : " يا عوف  اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ،  ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ،  فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا  " . أخرجه  البخاري   . 
وقال ابن وهب   : أخبرني حرملة بن عمران  ، عن عبد الله بن شماسة  ، سمع أبا ذر  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما  " . رواه مسلم   . 
وقال الليث  وغيره ، عن ابن شهاب  ، عن ابن  لكعب بن مالك  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا فتحتم مصر  فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما  " . مرسل مليح الإسناد . 
وقد رواه موسى بن أعين  ، عن إسحاق بن راشد  ، عن ابن شهاب  ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك  ، عن أبيه متصلا . 
قال ابن عيينة   : من الناس من يقول : هاجر أم إسماعيل  كانت قبطية ، ومن الناس من يقول : مارية أم إبراهيم  قبطية  . 
وقال معمر  ، عن همام  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  [ ص: 330 ]  " يهلك كسرى  ، ثم لا يكون كسرى  بعده ، وقيصر  ليهلكن ، ثم لا يكون قيصر  بعده ، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله  " . متفق عليه . 
أما كسرى  ، وقيصر  الموجودان عند مقالته صلى الله عليه وسلم فإنهما هلكا ، ولم يكن بعد كسرى  آخر ، ولا بعد قيصر  بالشام  قيصر  آخر ، ونفقت كنوزهما في سبيل الله في إمرة عمر  رضي الله عنه ، وبقي للقياصرة ملك بالروم وقسطنطينية ،  بقول النبي صلى الله عليه وسلم " ثبت ملكه " حين أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقضي الله تعالى فتح القسطنطينية ،  ولم يبق للأكاسرة ملك لقوله عليه السلام " يمزق ملكه " حين مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . 
وروى حماد بن سلمة  ، عن يونس  ، عن الحسن  ، أن عمر  رضي الله عنه أتي بفروة كسرى  فوضعت بين يديه ، وفي القوم سراقة بن مالك بن جعشم  قال : فألقى إليه سواري  كسرى بن هرمز  ، فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه ، فلما رآهما عمر  في يدي سراقة  قال : الحمد لله سوارا كسرى  في يد سراقة  ، أعرابي من بني مدلج   . 
وقال ابن عيينة  ، عن إسماعيل بن أبي خالد  ، عن قيس  ، عن عدي بن حاتم  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : مثلت لي الحيرة  كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها . فقام رجل فقال : يا رسول الله ، هب لي ابنة بقيلة ،  قال : " هي لك " . فأعطوه إياها ، فجاء أبوها فقال : أتبيعها ؟ قال : نعم . قال : بكم ؟ احكم ما شئت . قال : ألف درهم . قال : قد أخذتها ، قالوا له : لو قلت ثلاثين ألفا لأخذها . قال : وهل عدد أكثر من ألف ؟  . 
وقال سعيد بن عبد العزيز  ، عن  ربيعة بن يزيد  ، ومكحول  ، عن  أبي إدريس الخولاني  ، عن عبد الله بن حوالة الأزدي  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام ،  وجندا بالعراق ،  وجندا  [ ص: 331 ] باليمن   " . فقلت : يا رسول الله خر لي . قال : " عليك بالشام ،  فمن أبى فليلحق بيمنه ، ويسق من غدره ، فإن الله قد تكفل لي بالشام  وأهله " ، قال أبو إدريس   : من تكفل الله به فلا ضيعة عليه . صحيح . 
وقال معمر  ، عن همام  ، عن  أبي هريرة   : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز  وكرمان   - قوما من الأعاجم حمر الوجوه ، فطس الأنوف ، صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المطرقة . وقال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر  " .  البخاري   . 
وقال هشيم  ، عن سيار أبي الحكم  ، عن جبر بن عبيدة  ، عن  أبي هريرة  قال : وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند ،  فإن أدركتها أنفق فيها مالي ونفسي ، فإن استشهدت كنت من أفضل الشهداء ، وإن رجعت فأنا  أبو هريرة  المحرر  . غريب . 
وقال حماد بن سلمة  ، عن ثابت  ، عن أنس  قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأيت ذات ليلة كأنا في دار عقبة بن رافع  ، وأتينا برطب من رطب ابن طاب ، فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب  " . رواه مسلم   . 
وقال شعبة  ، عن فرات القزاز  ، سمع أبا حازم  ، يقول : قاعدت  أبا هريرة  خمس سنين ، فسمعته يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " كانت بنو  [ ص: 332 ] إسرائيل  تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلف نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وستكون خلفاء فتكثر " . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : " فوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم  " . اتفقا عليه . 
وقال جرير بن حازم  ، عن ليث  ، عن عبد الرحمن بن سابط  ، عن  أبي ثعلبة الخشني  ، عن  أبي عبيدة بن الجراح  ،  ومعاذ بن جبل  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ، وكائنا خلافة ورحمة ، وكائنا ملكا عضوضا ، وكائنا عتوة ، وجبرية ، وفسادا في الأمة ، يستحلون الفروج ، والخمور ، والحرير ، وينصرون على ذلك ، ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله  " . 
وقال عبد الوارث  ، وغيره ، عن سعيد بن جمهان  ، عن  سفينة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء  " . قال لي  سفينة   : أمسك أبو بكر  سنتين ، وعمر  عشرا ، وعثمان  اثنتي عشرة ، وعلي  ستا . قلت لسفينة   : إن هؤلاء يزعمون أن عليا  لم يكن خليفة ؟ قال : كذبت أستاه بني الزرقاء ، يعني بني مروان   . كذا قال في علي   " ستا " ، وإنما كانت خلافة علي  خمس سنين إلا شهرين ، وإنما تكمل الثلاثون سنة بعشرة أشهر زائدة عما ذكر لأبي بكر  ، وعمر   . أخرجه أبو داود   . 
وقال صالح بن كيسان  ، عن ابن شهاب  ، عن عروة  ، عن عائشة  قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه ، فقلت : وارأساه . فقال : " وددت أن ذاك كان وأنا حي ، فهيأتك ودفنتك " . فقلت غيرى : كأني بك في ذلك اليوم عروسا ببعض نسائك . فقال : " بل أنا وارأساه ، ادع لي أباك وأخاك ، حتى أكتب لأبي بكر  كتابا ، فإني  [ ص: 333 ] أخاف أن يقول قائل ويتمنى متمن : إنا ، ولا ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر   " . رواه مسلم  ، وعنده : فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : إنا ، ولا . 
وقال  سعيد بن أبي عروبة  ، عن قتادة  ، عن أنس  قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا  ومعه أبو بكر  ، وعمر  ، وعثمان  ، فرجف بهم ، فضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله ، وقال : " اثبت عليك نبي وصديق وشهيدان  " . أخرجه  البخاري   . 
وقال أبو حازم  ، عن سهل بن سعد  نحوه ، لكنه قال " حراء   " بدل " أحد   " ، وإسناده صحيح . 
وقال سهيل بن أبي صالح  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة   : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء ،  هو وأبو بكر  ، وعمر  ، وعثمان  ، وعلي  ، وطلحة  ، والزبير  ، فتحركت الصخرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق ، أو شهيد  " . رواه مسلم   . 
أبو بكر  صديق ، والباقون قد استشهدوا . 
وقال إبراهيم بن سعد  ، عن ابن شهاب   : أخبرني إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري  ، عن أبيه ، أن  ثابت بن قيس  قال : يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت . قال : ولم ؟ قال : نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل ، وأجدني أحب الحمد ، ونهانا عن الخيلاء ، وأجدني أحب الجمال ، ونهانا أن نرفع أصواتنا فوق صوتك ، وأنا جهير  [ ص: 334 ] الصوت . فقال : " يا ثابت  ألا ترضى أن تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة " ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : فعاش حميدا ، وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب   . مرسل ، وثبت أنه قتل يوم اليمامة . 
وقال الأعمش  ، عن أبي سفيان  ، عن جابر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب  ولكن التحريش  " . رواه مسلم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					