[ ص: 405 ] باب 
من اجتهاده وعبادته صلى الله عليه وسلم  
قال ابن عيينة  ، عن  زياد بن علاقة  ، عن المغيرة بن شعبة  قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه  ، فقيل : يا رسول الله ، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : " أفلا أكون عبدا شكورا  " . متفق عليه . وقال منصور  ، عن إبراهيم ، عن علقمة   : سألت عائشة   : كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل كان يخص شيئا من الأيام ؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة ، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع ؟ متفق عليه . 
وقال معمر  ، عن همام  ، حدثنا  أبو هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والوصال " . قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله . قال : " إني لست مثلكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فاكفلوا من العمل ما لكم به طاقة " . 
وفي الصحيح مثله من حديث ابن عمر  ،  وعائشة ،  وأنس  ، بمعناه . 
وقال محمد بن عمرو  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة   : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة " . هذا حديث حسن . 
 [ ص: 406 ] وقال حماد بن سلمة  ، عن ثابت  ، عن  مطرف بن عبد الله بن الشخير  ، عن أبيه ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء   . 
وقال أبو كريب   : حدثنا معاوية بن هشام  ، عن شيبان  ، عن أبي إسحاق  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  قال : قال أبو بكر   : يا رسول الله أراك شبت . قال : " شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت  " . 
وأما تهجده ، وتلاوته ، وتسبيحه ، وذكره ، وصومه ، وحجه ، وجهاده ، وخوفه ، وبكاؤه ، وتواضعه ، ورقته ، ورحمته لليتيم والمسكين ، وصلته للرحم ، وتبليغه الرسالة ، ونصحه الأمة ، فمسطور في السنن على أبواب العلم . 
				
						
						
