( ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا    ) الضمير في يقولون عائد على الذين أوتوا . وفي سبب النزول أن كعبا  هو قائل هذه المقالة . والجملة من يؤمنون حال ، ويقولون معطوف على يؤمنون فهي حال . ويحتمل أن يكون استئناف أخبار تبين التعجب منهم كأنه قال : ألا تعجب إلى حال الذين أوتوا نصيبا ؛ فكأنه قيل ، وما حالهم ، وهم قد أوتوا نصيبا من كتاب الله ؟ فقال : يؤمنون بكذا ، ويقولون كذا ; أي أن أحوالهم متنافية ؛ فكونهم أوتوا نصيبا من الكتاب يقتضي لهم أن لا يقعوا فيما وقعوا فيه ؛ ولكن الحامل لهم على ذلك هو الحسد . واللام في للذين كفروا للتبليغ متعلقة بيقولون . والذين كفروا هم قريش  والإشارة بهؤلاء إليهم والذين آمنوا هم النبي وأمته . والظاهر أنهم أطلقوا أفعل التفضيل ، ولم يلحظوا معنى التشريك فيه ، أو قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء لكفرهم . 
( أولئك الذين لعنهم الله    ) إشارة إلى من آمن بالجبت والطاغوت ، وقال تلك المقالة ، أبعدهم الله تعالى ، ومقتهم . 
( ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا    ) ; أي من ينصره ، ويمنعه من آثار اللعنة ، وهو العذاب العظيم . 
( أم لهم نصيب من الملك    ) أم هنا منقطعة التقدير : بل ألهم نصيب من الملك انتقل من الكلام إلى كلام تام ، واستفهم على الإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك . وحكى ابن قتيبة  أن أم يستفهم بها ابتداء . وقال بعض المفسرين . أم هنا بمعنى بل ؛ وفسروا على سبيل الإخبار أنهم ملوك أهل الدنيا ، وعتو وتنعم لا يبغون غير ذلك ، فهم بخلاء حريصون على أن لا يكون ظهور لغيرهم . والمعنى على القول الأول : بل ألهم نصيب من الملك ؟ فلو كان لهم نصيب من الملك لبخلوا به . والملك ملك أهل الدنيا ؛ وهو الظاهر ، أو ملك الله لقوله : قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق  ، وقيل المال ; لأنه به ينال الملك ، وهو أساسه . وقيل استحقاق الطاعة . وقيل النبوة   [ ص: 273 ] وقيل صدق الفراسة ذكره الماوردي    . والأفصح إلغاء ( إذا ) بعد حرف العطف الواو والفاء ، وعليه أكثر القراء . 
وقرأ  عبد الله بن مسعود  ،  وعبد الله بن عباس    : ( لا يؤتوا ) بحذف النون على إعمال إذا . والناس هنا العرب ، أو المؤمنون ، أو النبي ، أو من اليهود ، وغيرهم أقوال . والنقير : النقطة في ظهر النواة رواه  ابن أبي طلحة  عن  ابن عباس    . وبه قال مجاهد  ، وعطاء  وقتادة  والضحاك  ، وابن زيد  والسدي  ، ومقاتل   والفراء  ، وابن قتيبة  في آخرين . وقيل القشر يكون في وسط النواة . رواه التميمي  عن  ابن عباس    . أو الخيط في وسط النواة . روي عن مجاهد  ، أو نقر الرجل الشيء بطرف إبهامه رواه أبو العالية  عن  ابن عباس    . أو حبة النواة التي في وسطها رواه  ابن أبي نجيح  عن مجاهد    . وقال الأزهري    : الفتيل والنقير والقطمير يضرب مثلا للشيء التافه الحقير ؛ وخصت الأشياء الحقيرة بقوله : " فتيلا " في قوله : " ولا يظلمون فتيلا " ، وهنا بقوله نقيرا لوفاق النظير من الفواصل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					