قوله تعالى : لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم   الآية ، قال بعض العلماء : الذين لعنوا على لسان داود  ،  الذين اعتدوا في السبت ، والذين لعنوا على لسان عيسى ابن مريم   ، هم الذين كفروا من أهل المائدة ، وعليه فلعن الأولين مسخهم قردة ، كما بينه تعالى بقوله : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين    [ 2 \ 65 ] ، وقوله : فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين    [ 7 \ 166 ] ، ولعن الآخرين هو المذكور في قوله : فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين    [ 5 \ 115 ] ، وذكر غير واحد أنه مسخهم خنازير ، وهذا القول مروي عن الحسن  ، وقتادة  ، ومجاهد  ،  والباقر  ، نقله الألوسي  في تفسيره ، وقال : واختاره غير واحد ، ونقله القرطبي  عن  ابن عباس  ، وقتادة  ، ومجاهد  ، وأبي مالك  ، وذكر أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم . 
وقال بعض من قال بهذا القول : إن أهل أيلة   لما اعتدوا في السبت ، قال داود    - عليه الصلاة والسلام : " اللهم ألبسهم اللعن مثل الرداء ، ومثل المنطقة على الحقوين " ، فمسخهم الله قردة ، وأصحاب المائدة لما كفروا ، قال عيسى    - عليه الصلاة والسلام :   [ ص: 420 ]   " اللهم عذب من كفر بعد ما أكل من المائدة عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين ، والعنهم كما لعنت أصحاب السبت ، فأصبحوا خنازير   " . 
وأن هذا معنى لعنهم على لسان داود  ، وعيسى ابن مريم  ، وفي الآية أقوال غير هذا تركنا التعرض لها ، لأنها ليست مما نحن بصدده . 
				
						
						
