(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28977وكذب به قومك وهو الحق ) الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - أي : وكذب جمهور قومك وهم
قريش بالعذاب أو بالقرآن ، على ما صرفنا فيه من الآيات الجاذبة إلى فقه الإيمان بجعلها حججا يثبتها الحس والعقل والوجدان في أعلى أساليب البلاغة وحسن البيان ، والحال أنه هو الحق الثابت في نفسه ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما سبب ذلك إلا الكبر والعناد والجمود على تقليد الآباء والأجداد (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28977قل لست عليكم بوكيل ) أي : قل لهم أيها الرسول : إنني لست بوكيل مسيطر عليكم ، وإنما أنا رسول لكم ، فالوكيل هو الذي توكل إليه الأمور ، وفي الوكالة معنى السيطرة والتصرف ، فمن جعله السلطان أو الملك وكيلا له على بلاده أو مزارعه يكون مأذونا بالتصرف عنه فيها والسيطرة على أهلها ، والرسول مبلغ عن الله تعالى ، يذكر الناس ويعلمهم ويبشرهم وينذرهم ، ويقيم دين الله فيهم ، هذه وظيفته ، وليس وكيلا عن ربه ومرسله ، ولا يعطى القدرة على التصرف في عباده حتى يجبرهم على الإيمان إجبارا ويكرههم عليه إكراها (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=256لا إكراه في الدين ) ( 2 : 256 ) -
[ ص: 418 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فذكر إنما أنت مذكر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لست عليهم بمصيطر ) ( 88 : 21 ، 22 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ( 50 : 45 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=272ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) ( 2 : 272 ) وراجع تفسير ( 6 : 48 ) وقيل : الوكيل الحفيظ المجازي .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - أن هذه الآية نسخت بآية القتال ، وتمسك بهذه الرواية كثير من المفسرين المغرمين بتكثير الآيات المنسوخة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي : وهو بعيد ، وهو في قوله المصيب ، فإن الأذى بالقتال للدفاع عن الحق والحقيقة وحماية الدعوة والبيضة لم يخرج الرسول عن كونه رسولا ، أي عبدا لله مبلغا عنه ، لا شريكا له ولا وكيلا ، وما أرى الرواية تصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ولو صحت لكان الوجه في مراده منه أن آية القتال أزالت ما كان من لوازم هذه الآية وأمثالها من إرشاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى السكوت للمشركين على ما كان من تكذيبهم لما جاء به ، ذلك التكذيب القولي العملي الذي أبرزوه بالصد عنه ، ومنعه من تبليغ دعوة ربه ، وإيذائه وإيذاء من آمن به ، فإن الصحابة كانوا يريدون من النسخ معنى أعم من المعنى الذي قرره علماء الأصول ، وهو الذي يجري عليه المفسرون ، ومن هنا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في تفسير العبارة : أي أني لم أؤمر بحربكم ومنعكم عن التكذيب . انتهى . وبناء على هذا قال كثيرون بنسخ الآيات الكثيرة التي أمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبر والعفو وحسن المعاملة ، وهي هي الفضائل التي كان - صلى الله عليه وسلم - متحليا بها طول عمره مع وضعه كل شيء في موضعه .
ووضع الندى في موضع السيف في العلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28977لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ) هذا تمام ما أمر الله تعالى رسوله أن يقوله لقومه المكذبين ، والنبأ : الخبر كما قيل ، أو الخبر الذي له شأن يهتم به ، وقال
الراغب : خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن ، ولا يقال للخبر نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة . انتهى . ويراد به المعنى المصدري أو مدلوله الذي يقع مصدقا له ، والمستقر مصدر ميمي بمعنى الاستقرار وهو الثبات الذي لا تحول فيه ، واسم زمان ومكان له ، وإرادة الزمان هنا أظهر ، ويستلزم غيره معه . والمعنى : لكل شيء ينبأ عنه مستقر تظهر فيه حقيقته ، ويتميز حقه من باطله ، فلا يبقى مجال للاختلاف فيه ، وسوف تعلمون مستقر ما أنبأ به القرآن الذي كذبتم به من وعد ووعيد ، أو لكل نبأ من أنباء القرآن الحق الذي كذبوا به زمان يحصل فيه مضمونه ، فيكون قارا ثابتا فيه . ومن هذه الأنباء ما وعد الله الرسول ، من نصره عليهم وما أوعدهم من الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=25كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=26فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) ( 39 : 25 ، 26 )
[ ص: 419 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=39قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=40من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ) ( 39 : 39 - 41 ) وسوف تعلمون ذلك عند وقوعه . وحسبك هذه الشواهد فهي مطابقة لما هنا أتم المطابقة ، وإذ جعل المستقر بمعنى الاستقرار كان معناه لكل نبأ من أنباء القرآن استقرار أي وقوع ثابت لا بد منه . ومن أنباء القرآن ما هو خاص بأولئك القوم ، ومنه ما هو في غيرهم ، ومنه ما هو نبأ عن أهل ذلك العصر ، ومنه ما هو نبأ عمن بعدهم ، ومنه ما هو عام يشمل أمورا تأتي في أزمنة مختلفة ، فيحصل في كل زمن منها ما يثبت لمن فقه حقية القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) ( 41 : 52 ، 53 ) وإذا أردت أن تزداد فهما بوجوه الاتصال والتناسب بين الآيات في هذا السياق ، فارجع إلى ما ذكرناه من الكلام في مسألة استعجالهم العذاب وأجله الذي لا يتعداه ، والحمد لله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28977وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ) الْخِطَابُ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ : وَكَذَّبَ جُمْهُورُ قَوْمِكَ وَهُمْ
قُرَيْشٌ بِالْعَذَابِ أَوْ بِالْقُرْآنِ ، عَلَى مَا صَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ الْجَاذِبَةِ إِلَى فِقْهِ الْإِيمَانِ بِجَعْلِهَا حُجَجًا يُثْبِتُهَا الْحِسُّ وَالْعَقْلُ وَالْوِجْدَانُ فِي أَعْلَى أَسَالِيبِ الْبَلَاغَةِ وَحُسْنِ الْبَيَانِ ، وَالْحَالُ أَنَّهُ هُوَ الْحَقُّ الثَّابِتُ فِي نَفْسِهِ ، الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، وَمَا سَبَبُ ذَلِكَ إِلَّا الْكِبْرُ وَالْعِنَادُ وَالْجُمُودُ عَلَى تَقْلِيدِ الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=66nindex.php?page=treesubj&link=28977قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) أَيْ : قُلْ لَهُمْ أَيُّهَا الرَّسُولُ : إِنَّنِي لَسْتُ بِوَكِيلٍ مُسَيْطِرٍ عَلَيْكُمْ ، وَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ لَكُمْ ، فَالْوَكِيلُ هُوَ الَّذِي تُوكَلُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ ، وَفِي الْوِكَالَةِ مَعْنَى السَّيْطَرَةِ وَالتَّصَرُّفِ ، فَمَنْ جَعَلَهُ السُّلْطَانُ أَوِ الْمَلِكُ وَكِيلًا لَهُ عَلَى بِلَادِهِ أَوْ مَزَارِعِهِ يَكُونُ مَأْذُونًا بِالتَّصَرُّفِ عَنْهُ فِيهَا وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى أَهْلِهَا ، وَالرَّسُولُ مُبَلِّغٌ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ، يُذَكِّرُ النَّاسَ وَيُعَلِّمُهُمْ وَيُبَشِّرُهُمْ وَيُنْذِرُهُمْ ، وَيُقِيمُ دِينَ اللَّهِ فِيهِمْ ، هَذِهِ وَظِيفَتُهُ ، وَلَيْسَ وَكِيلًا عَنْ رَبِّهِ وَمُرْسِلِهِ ، وَلَا يُعْطَى الْقُدْرَةَ عَلَى التَّصَرُّفِ فِي عِبَادِهِ حَتَّى يُجْبِرَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ إِجْبَارًا وَيُكْرِهَهُمْ عَلَيْهِ إِكْرَاهًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=256لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ( 2 : 256 ) -
[ ص: 418 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) ( 88 : 21 ، 22 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) ( 50 : 45 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=272لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ( 2 : 272 ) وَرَاجِعْ تَفْسِيرَ ( 6 : 48 ) وَقِيلَ : الْوَكِيلُ الْحَفِيظُ الْمُجَازِيُّ .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نُسِخَتْ بِآيَةِ الْقِتَالِ ، وَتَمَسَّكَ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ الْمُغْرَمِينَ بِتَكْثِيرِ الْآيَاتِ الْمَنْسُوخَةِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16785الْفَخْرُ الرَّازِيُّ : وَهُوَ بَعِيدٌ ، وَهُوَ فِي قَوْلِهِ الْمُصِيبُ ، فَإِنَّ الْأَذَى بِالْقِتَالِ لِلدِّفَاعِ عَنِ الْحَقِّ وَالْحَقِيقَةِ وَحِمَايَةِ الدَّعْوَةِ وَالْبَيْضَةِ لَمْ يُخْرِجِ الرَّسُولَ عَنْ كَوْنِهِ رَسُولًا ، أَيْ عَبْدًا لِلَّهِ مُبَلِّغًا عَنْهُ ، لَا شَرِيكًا لَهُ وَلَا وَكِيلًا ، وَمَا أَرَى الرِّوَايَةَ تَصِحُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَوْ صَحَّتْ لَكَانَ الْوَجْهُ فِي مُرَادِهِ مِنْهُ أَنَّ آيَةَ الْقِتَالِ أَزَالَتْ مَا كَانَ مِنْ لَوَازِمِ هَذِهِ الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا مِنْ إِرْشَادِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى السُّكُوتِ لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ تَكْذِيبِهِمْ لِمَا جَاءَ بِهِ ، ذَلِكَ التَّكْذِيبُ الْقَوْلِيُّ الْعَمَلِيُّ الَّذِي أَبْرَزُوهُ بِالصَّدِّ عَنْهُ ، وَمَنْعِهِ مِنْ تَبْلِيغِ دَعْوَةِ رَبِّهِ ، وَإِيذَائِهِ وَإِيذَاءِ مَنْ آمَنَ بِهِ ، فَإِنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا يُرِيدُونَ مِنَ النَّسْخِ مَعْنًى أَعَمَّ مِنَ الْمَعْنَى الَّذِي قَرَّرَهُ عُلَمَاءُ الْأُصُولِ ، وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ الْمُفَسِّرُونَ ، وَمِنْ هُنَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ الْعِبَارَةِ : أَيْ أَنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِحَرْبِكُمْ وَمَنْعِكُمْ عَنِ التَّكْذِيبِ . انْتَهَى . وَبِنَاءً عَلَى هَذَا قَالَ كَثِيرُونَ بِنَسْخِ الْآيَاتِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّبْرِ وَالْعَفْوِ وَحُسْنِ الْمُعَامَلَةِ ، وَهِيَ هِيَ الْفَضَائِلُ الَّتِي كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَحَلِّيًا بِهَا طُولَ عُمُرِهِ مَعَ وَضْعِهِ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ .
وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ فِي الْعُلَا مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى
.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28977لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) هَذَا تَمَامُ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ أَنْ يَقُولَهُ لِقَوْمِهِ الْمُكَذِّبِينَ ، وَالنَّبَأُ : الْخَبَرُ كَمَا قِيلَ ، أَوِ الْخَبَرُ الَّذِي لَهُ شَأْنٌ يَهْتَمُّ بِهِ ، وَقَالَ
الرَّاغِبُ : خَبَرٌ ذُو فَائِدَةٍ عَظِيمَةٍ يَحْصُلُ بِهِ عِلْمٌ أَوْ غَلَبَةُ ظَنٍّ ، وَلَا يُقَالُ لِلْخَبَرِ نَبَأٌ حَتَّى يَتَضَمَّنَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الثَّلَاثَةَ . انْتَهَى . وَيُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الْمَصْدَرِيُّ أَوْ مَدْلُولُهُ الَّذِي يَقَعُ مُصَدِّقًا لَهُ ، وَالْمُسْتَقَرُّ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ بِمَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ وَهُوَ الثَّبَاتُ الَّذِي لَا تَحَوُّلَ فِيهِ ، وَاسْمُ زَمَانٍ وَمَكَانٍ لَهُ ، وَإِرَادَةُ الزَّمَانِ هُنَا أَظْهَرَ ، وَيَسْتَلْزِمُ غَيْرَهُ مَعَهُ . وَالْمَعْنَى : لِكُلِّ شَيْءٍ يُنَبَّأُ عَنْهُ مُسْتَقَرٌّ تَظْهَرُ فِيهِ حَقِيقَتُهُ ، وَيَتَمَيَّزُ حَقُّهُ مِنْ بَاطِلِهِ ، فَلَا يَبْقَى مَجَالٌ لِلِاخْتِلَافِ فِيهِ ، وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مُسْتَقَرَّ مَا أَنْبَأَ بِهِ الْقُرْآنُ الَّذِي كَذَّبْتُمْ بِهِ مِنْ وَعْدٍ وَوَعِيدٍ ، أَوْ لِكُلِّ نَبَأٍ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرْآنِ الْحَقِّ الَّذِي كَذَّبُوا بِهِ زَمَانٌ يَحْصُلُ فِيهِ مَضْمُونُهُ ، فَيَكُونُ قَارًّا ثَابِتًا فِيهِ . وَمِنْ هَذِهِ الْأَنْبَاءِ مَا وَعَدَ اللَّهُ الرَّسُولَ ، مِنْ نَصْرِهِ عَلَيْهِمْ وَمَا أَوْعَدَهُمْ مِنَ الْخِزْيِ وَالْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=25كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=26فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( 39 : 25 ، 26 )
[ ص: 419 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=39قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=40مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=41إِنَّا أَنْزَلَنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) ( 39 : 39 - 41 ) وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ عِنْدَ وُقُوعِهِ . وَحَسْبُكَ هَذِهِ الشَّوَاهِدُ فَهِيَ مُطَابَقَةٌ لِمَا هُنَا أَتَمَّ الْمُطَابَقَةِ ، وَإِذْ جُعِلَ الْمُسْتَقَرُّ بِمَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ كَانَ مَعْنَاهُ لِكُلِّ نَبَأٍ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرْآنِ اسْتِقْرَارٌ أَيْ وُقُوعٌ ثَابِتٌ لَا بُدَّ مِنْهُ . وَمِنْ أَنْبَاءِ الْقُرْآنِ مَا هُوَ خَاصٌّ بِأُولَئِكَ الْقَوْمِ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ فِي غَيْرِهِمْ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ نَبَأٌ عَنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ نَبَأٌ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ عَامٌّ يَشْمَلُ أُمُورًا تَأْتِي فِي أَزْمِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ ، فَيَحْصُلُ فِي كُلِّ زَمَنٍ مِنْهَا مَا يَثْبُتُ لِمَنْ فَقِهَ حَقِّيَّةِ الْقُرْآنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( 41 : 52 ، 53 ) وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَزْدَادَ فَهْمًا بِوُجُوهِ الِاتِّصَالِ وَالتَّنَاسُبِ بَيْنَ الْآيَاتِ فِي هَذَا السِّيَاقِ ، فَارْجِعْ إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْكَلَامِ فِي مَسْأَلَةِ اسْتِعْجَالِهِمُ الْعَذَابَ وَأَجَلِهِ الَّذِي لَا يَتَعَدَّاهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .