[ ص: 350 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=53ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) من المعلوم في السيرة النبوية الشريفة أن
nindex.php?page=treesubj&link=29307النبي صلى الله عليه وسلم وادع اليهود حين قدم المدينة ، وأقرهم على دينهم وأموالهم ، وأثبت ذلك في الكتاب الذي كتبه في المؤاخاة بين
المهاجرين والأنصار وحقوق القبائل والبطون ، ومما جاء في ذلك الكتاب : " وأنه من تبعنا من
اليهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم " ومنه في حقوق الحلف والولاء في الحرب : " وأن
اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن
يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ،
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ ( أي يهلك ) إلا نفسه وأهل بيته ، وأن
ليهود بني النجار مثل ما
ليهود بني عوف " ثم أعطى مثل ما
لبني عوف ليهود بني الحارث وساعدة وجشم والأوس وثعلبة - ومنهم
جفنة -
والشطنة .
قال
ابن القيم في الهدي النبوي : "
nindex.php?page=treesubj&link=29307_29304ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صار الكفار معه ثلاثة أقسام : قسم صالحهم ووادعهم على ألا يحاربوه ، ولا يظاهروا عليه ، ولا يوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمنون على دمائهم وأموالهم ، وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة ، وقسم تاركوه فلم يصالحوه ولم يحاربوه ، بل انتظروا ما يئول إليه أمره وأمر أعدائه ثم من هؤلاء من كان يحب ظهوره وانتصاره في الباطن ، ومنهم من دخل معه في الظاهر ،
[ ص: 351 ] وهو مع عدوه في الباطن ؛ ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامل كل طائفة من هذه الطوائف بما أمره به ربه تبارك وتعالى فصالح
يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن . وكانوا ثلاث طوائف حول
المدينة ;
بني قينقاع ،
وبني النضير ،
وبني قريظة ، فحاربته
بنو قينقاع بعد ذلك بعد
بدر ، وأظهروا البغي والحسد " ، ثم قال في فصل آخر : " ثم نقض العهد
بنو النضير ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وكان ذلك بعد
بدر بستة أشهر " وبين كيف تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى من هذه السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ) ( 5 : 11 ) إذ ورد أن الآية نزلت في ذلك ، ثم بين في فصل آخر أن
قريظة كانت أشد عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وأنهم نقضوا صلحه لما خرج إلى غزوة
الخندق ، وبين كيف حارب كل طائفة وأظهره الله عليها . فهذا هو السبب العام في النهي عن موالاة أهل الكتاب في هذه الآيات . وكان
نصارى العرب ، وكذا
الروم بالطبع ، حربا له
كاليهود .
وأما السبب الخاص الذي ذكروه في سبب النزول فهاك ملخصه : أخرج رواة التفسير المأثور ،
والبيهقي في الدلائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16293عبادة بن الوليد ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت قال : لما حاربت
بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمره
عبد الله بن أبي ابن سلول ( زعيم المنافقين ) وقام دونهم ، ومشى
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم ، وكان أحد
بني عوف بن الخزرج ، وله من حلفهم مثل الذي كان
لعبد الله بن أبي ، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " أتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم " ، قال : وفيه وفي
عبد الله نزلت الآيات في المائدة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=32268_28861يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56فإن حزب الله هم الغالبون ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16574عطية بن سعد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919433جاء nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن لي موالي من اليهود كثير عددهم ، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود ، وأتولى الله ورسوله ، فقال عبد الله بن أبي : إني رجل أخاف الدوائر ، لا أبرأ من ولاية موالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي : " يا أبا الحباب ! أرأيت الذي نفست به من ولاء يهود على عبادة ، فهو لك دونه " قال : إذن أقبل ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28976_28802يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى ) إلى أن بلغ ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس ) ( 5 : 67 ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
عكرمة في الآية ، أنها نزلت في
nindex.php?page=treesubj&link=30832بني قريظة ؛
[ ص: 352 ] إذ غدروا ونقضوا العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان بن حرب ؛ يدعونه
وقريشا ليدخلوهم حصونهم ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
أبا لبابة بن عبد المنذر إليهم يستنزلهم من حصونهم ، فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقه بالذبح ، وفيها أن بعض المسلمين كانوا يكاتبون
النصارى بالشام ، وأن بعضهم كان يكاتب
يهود المدينة بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم يمنون إليهم لينتفعوا بما لهم ولو بالقرض ، فنهوا عن ذلك . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير أن بعضهم قال : لما خافوا أن يدال للمشركين يوم
أحد أنه يلحق بفلان اليهودي فيتهود معه . وقال آخر : إنه يلحق بفلان النصراني فيتنصر معه ، وأن الآية نزلت في ذلك ، وكان هؤلاء من المنافقين .
أقول : الظاهر أن الآيات نزلت بعد تلك الوقائع وغيرها مما ذكروه ، إن صحت الروايات ، وأن معنى جعلها أسبابا لنزولها أنها نزلت في المعنى الذي ينتظمها ، وهو النهي عن موالاة النصر والمظاهرة لهؤلاء الناس ; إذ كانوا حربا للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وكانوا هم المعتدين في ذلك ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتل إلا من نصبوا أنفسهم لقتاله ، ومعناها عام في كل حال كالحال التي نزلت فيها .
[ ص: 350 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=53وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ) مِنَ الْمَعْلُومِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29307النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادَعَ الْيَهُودَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَأَقَرَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، وَأَثْبَتَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ فِي الْمُؤَاخَاةِ بَيْنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَحُقُوقِ الْقَبَائِلِ وَالْبُطُونِ ، وَمِمَّا جَاءَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ : " وَأَنَّهُ مَنْ تَبِعَنَا مِنَ
الْيَهُودِ فَإِنَّ لَهُ النَّصْرَ وَالْأُسْوَةَ غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مُتَنَاصَرٍ عَلَيْهِمْ " وَمِنْهُ فِي حُقُوقِ الْحِلْفِ وَالْوَلَاءِ فِي الْحَرْبِ : " وَأَنَّ
الْيَهُودَ يُنْفِقُونَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ مَا دَامُوا مُحَارِبِينَ ، وَأَنَّ
يَهُودَ بَنِي عَوْفٍ أُمَّةٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ،
لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ دِينُهُمْ ، مَوَالِيهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ ، إِلَّا مَنْ ظَلَمَ أَوْ أَثِمَ فَإِنَّهُ لَا يُوتِغُ ( أَيْ يُهْلِكُ ) إِلَّا نَفْسَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ ، وَأَنَّ
لِيَهُودِ بَنِي النَّجَّارِ مِثْلَ مَا
لِيَهُودِ بَنِي عَوْفٍ " ثُمَّ أَعْطَى مِثْلَ مَا
لِبَنِي عَوْفٍ لِيَهُودِ بَنِي الْحَارِثِ وَسَاعِدَةَ وَجُشَمَ وَالْأَوْسِ وَثَعْلَبَةَ - وَمِنْهُمْ
جَفْنَةُ -
وَالشَّطَنَةُ .
قَالَ
ابْنُ الْقَيِّمِ فِي الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ : "
nindex.php?page=treesubj&link=29307_29304وَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ صَارَ الْكُفَّارُ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ : قِسْمٌ صَالَحَهُمْ وَوَادَعَهُمْ عَلَى أَلَّا يُحَارِبُوهُ ، وَلَا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِ ، وَلَا يُوَالُوا عَلَيْهِ عَدُوَّهُ ، وَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ آمِنُونَ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، وَقِسْمٌ حَارَبُوهُ وَنَصَبُوا لَهُ الْعَدَاوَةَ ، وَقِسْمٌ تَارِكُوهُ فَلَمْ يُصَالِحُوهُ وَلَمْ يُحَارِبُوهُ ، بَلِ انْتَظَرُوا مَا يَئُولُ إِلَيْهِ أَمْرُهُ وَأَمْرُ أَعْدَائِهِ ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ يُحِبُّ ظُهُورَهُ وَانْتِصَارَهُ فِي الْبَاطِنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ دَخَلَ مَعَهُ فِي الظَّاهِرِ ،
[ ص: 351 ] وَهُوَ مَعَ عَدْوِّهِ فِي الْبَاطِنِ ؛ لِيَأْمَنَ الْفَرِيقَيْنِ ، وَهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، فَعَامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ مِنْ هَذِهِ الطَّوَائِفِ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَصَالَحَ
يَهُودَ الْمَدِينَةِ ، وَكَتَبَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ كِتَابُ أَمْنٍ . وَكَانُوا ثَلَاثَ طَوَائِفَ حَوْلَ
الْمَدِينَةِ ;
بَنِي قَيْنُقَاعَ ،
وَبَنِي النَّضِيرِ ،
وَبَنِي قُرَيْظَةَ ، فَحَارَبَتْهُ
بَنُو قَيْنُقَاعَ بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ
بَدْرٍ ، وَأَظْهَرُوا الْبَغْيَ وَالْحَسَدَ " ، ثُمَّ قَالَ فِي فَصْلٍ آخَرَ : " ثُمَّ نَقَضَ الْعَهْدَ
بَنُو النَّضِيرِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ
بَدْرٍ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ " وَبَيَّنَ كَيْفَ تَآمَرُوا عَلَى قَتْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ) ( 5 : 11 ) إِذْ وَرَدَ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ بَيَّنَ فِي فَصْلٍ آخَرَ أَنَّ
قُرَيْظَةَ كَانَتْ أَشَدَّ عَدَاوَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُمْ نَقَضُوا صُلْحَهُ لَمَّا خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ
الْخَنْدَقِ ، وَبَيَّنَ كَيْفَ حَارَبَ كُلَّ طَائِفَةٍ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا . فَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الْعَامُّ فِي النَّهْيِ عَنْ مُوَالَاةِ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ . وَكَانَ
نَصَارَى الْعَرَبِ ، وَكَذَا
الرُّومُ بِالطَّبْعِ ، حَرْبًا لَهُ
كَالْيَهُودِ .
وَأَمَّا السَّبَبُ الْخَاصُّ الَّذِي ذَكَرُوهُ فِي سَبَبِ النُّزُولِ فَهَاكَ مُلَخَّصُهُ : أَخْرَجَ رُوَاةُ التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16293عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ : لَمَّا حَارَبَتْ
بَنُو قَيْنُقَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ( زَعِيمُ الْمُنَافِقِينَ ) وَقَامَ دُونَهُمْ ، وَمَشَى
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مِنْ حِلْفِهِمْ ، وَكَانَ أَحَدَ
بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَلَهُ مِنْ حِلْفِهِمْ مِثْلُ الَّذِي كَانَ
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَخَلَعَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : " أَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ حِلْفِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ وَوِلَايَتِهِمْ " ، قَالَ : وَفِيهِ وَفِي
عَبْدِ اللَّهِ نَزَلَتِ الْآيَاتُ فِي الْمَائِدَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=32268_28861يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16574عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919433جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَوَالِيَ مِنَ الْيَهُودِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ وِلَايَةِ يَهُودَ ، وَأَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : إِنِّي رَجُلٌ أَخَافُ الدَّوَائِرَ ، لَا أَبْرَأُ مِنْ وِلَايَةِ مَوَالِيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ : " يَا أَبَا الْحُبَابِ ! أَرَأَيْتَ الَّذِي نَفَسْتَ بِهِ مِنْ وَلَاءِ يَهُودَ عَلَى عُبَادَةَ ، فَهُوَ لَكَ دُونَهُ " قَالَ : إِذَنْ أَقْبَلُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28976_28802يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ) إِلَى أَنْ بَلَغَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ( 5 : 67 ) .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي الْآيَةِ ، أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30832بَنِي قُرَيْظَةَ ؛
[ ص: 352 ] إِذْ غَدَرُوا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِهِمْ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ؛ يَدْعُونَهُ
وَقُرَيْشًا لِيُدْخِلُوهُمْ حُصُونَهُمْ ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ إِلَيْهِمْ يَسْتَنْزِلُهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ ، فَلَمَّا أَطَاعُوا لَهُ بِالنُّزُولِ أَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِالذَّبْحِ ، وَفِيهَا أَنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يُكَاتِبُونَ
النَّصَارَى بِالشَّامِ ، وَأَنْ بَعْضَهُمْ كَانَ يُكَاتِبُ
يَهُودَ الْمَدِينَةِ بِأَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَنُّونَ إِلَيْهِمْ لِيَنْتَفِعُوا بِمَا لَهُمْ وَلَوْ بِالْقَرْضِ ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ : لَمَّا خَافُوا أَنْ يُدَالَ لِلْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
أُحُدٍ أَنَّهُ يَلْحَقُ بِفُلَانٍ الْيَهُودِيِّ فَيَتَهَوَّدَ مَعَهُ . وَقَالَ آخَرُ : إِنَّهُ يَلْحَقُ بِفُلَانٍ النَّصْرَانِيِّ فَيَتَنَصَّرَ مَعَهُ ، وَأَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .
أَقُولُ : الظَّاهِرُ أَنَّ الْآيَاتِ نَزَلَتْ بَعْدَ تِلْكَ الْوَقَائِعِ وَغَيْرِهَا مِمَّا ذَكَرُوهُ ، إِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَاتُ ، وَأَنَّ مَعْنَى جَعْلِهَا أَسْبَابًا لِنُزُولِهَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْمَعْنَى الَّذِي يَنْتَظِمُهَا ، وَهُوَ النَّهْيُ عَنْ مُوَالَاةِ النَّصْرِ وَالْمُظَاهَرَةِ لِهَؤُلَاءِ النَّاسِ ; إِذْ كَانُوا حَرْبًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانُوا هُمُ الْمُعْتَدِينَ فِي ذَلِكَ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقَاتِلْ إِلَّا مَنْ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِقِتَالِهِ ، وَمَعْنَاهَا عَامٌّ فِي كُلِّ حَالٍ كَالْحَالِ الَّتِي نَزَلَتْ فِيهَا .