(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28976_30614_29676والله يعصمك من الناس ) روى أهل التفسير المأثور ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
وأبو الشيخ ،
والحاكم ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن بضعة رجال من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرس في
مكة قبل نزول هذه الآية ، فلما نزلت ترك الحرس ، وكان
أبو طالب أول الناس اهتماما بحراسته ، وحرسه
العباس أيضا ، ومما روي في ذلك عن
جابر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919447أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرس ، وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت الآية ، فقال : يا عم ، إن الله قد عصمني ، لا حاجة لي إلى من [ ص: 392 ] تبعث " ، " ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يعصمك من الناس " : يمنعك من فتكهم ، مأخوذ من عصام القربة ؛ وهو ما توكأ به ; أي ما يربط به فمها من سير جلد أو خيط . والمراد بالناس : الكفار الذين يتضمن تبليغ الوحي بيان كفرهم وضلالهم ، وفساد عقائدهم وأعمالهم ، والنعي عليهم وعلى سلفهم ، فإن ذلك يغيظهم ، ويحملهم على الإيذاء ; لذلك كان المشركون يتصدون لإيذائه صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل ، وائتمروا به بعد موت
أبي طالب ، وقرروا قتله في دار الندوة ، ولكن الله تعالى عصمه منهم . وكذلك فعل
اليهود بعد الهجرة ; ولذلك قيل : إن هذه الآية نزلت مرتين ، فإن لم تكن نزلت مرتين فقد وضعت في سياق تبليغ
أهل الكتاب ; لتدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عرضة لإيذائهم ، وأن الله تعالى هو الذي عصمه من كيدهم ، ولتذكر بما كان من إيذاء مشركي قومه من قبلهم .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) فهو تذييل تعليلي للعصمة ; أي إنه تعالى لا يهدي أولئك الناس ، الذين هم بصدد إيذائك على التبليغ ، وهم القوم الكافرون ، إلى ما يهمون به من ذلك ، بل يكونون خائبين ، وتتم كلمات الله تعالى حتى يكمل بها الدين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28976_30614_29676وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) رَوَى أَهْلُ التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ بِضْعَةِ رِجَالٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحْرَسُ فِي
مَكَّةَ قَبْلَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ تَرَكَ الْحَرَسَ ، وَكَانَ
أَبُو طَالِبٍ أَوَّلَ النَّاسِ اهْتِمَامًا بِحِرَاسَتِهِ ، وَحَرَسَهُ
الْعَبَّاسُ أَيْضًا ، وَمِمَّا رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ
جَابِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919447أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحْرَسُ ، وَكَانَ يُرْسِلُ مَعَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ كُلَّ يَوْمٍ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَحْرُسُونَهُ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَصَمَنِي ، لَا حَاجَةَ لِي إِلَى مَنْ [ ص: 392 ] تَبْعَثُ " ، " وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ " : يَمْنَعُكَ مِنْ فَتْكِهِمْ ، مَأْخُوذٌ مِنْ عِصَامِ الْقِرْبَةِ ؛ وَهُوَ مَا تُوكَأُ بِهِ ; أَيْ مَا يُرْبَطُ بِهِ فَمُهَا مِنْ سَيْرِ جِلْدٍ أَوْ خَيْطٍ . وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ : الْكُفَّارُ الَّذِينَ يَتَضَمَّنُ تَبْلِيغُ الْوَحْيِ بَيَانَ كُفْرِهِمْ وَضَلَالِهِمْ ، وَفَسَادِ عَقَائِدِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ ، وَالنَّعْيِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سَلَفِهِمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَغِيظُهُمْ ، وَيَحْمِلُهُمْ عَلَى الْإِيذَاءِ ; لِذَلِكَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَصَدَّوْنَ لِإِيذَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ، وَائْتَمَرُوا بِهِ بَعْدَ مَوْتِ
أَبِي طَالِبٍ ، وَقَرَّرُوا قَتْلَهُ فِي دَارِ النَّدْوَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَصَمَهُ مِنْهُمْ . وَكَذَلِكَ فَعَلَ
الْيَهُودُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ; وَلِذَلِكَ قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَزَلَتْ مَرَّتَيْنِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي سِيَاقِ تَبْلِيغِ
أَهْلِ الْكِتَابِ ; لِتَدُلَّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عُرْضَةً لِإِيذَائِهِمْ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي عَصَمَهُ مِنْ كَيْدِهِمْ ، وَلِتُذَكِّرَ بِمَا كَانَ مِنْ إِيذَاءِ مُشْرِكِي قَوْمِهِ مِنْ قَبْلِهِمْ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) فَهُوَ تَذْيِيلٌ تَعْلِيلِيٌّ لِلْعِصْمَةِ ; أَيْ إِنَّهُ تَعَالَى لَا يَهْدِي أُولَئِكَ النَّاسَ ، الَّذِينَ هُمْ بِصَدَدِ إِيذَائِكَ عَلَى التَّبْلِيغِ ، وَهُمُ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ، إِلَى مَا يَهُمُّونَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ ، بَلْ يَكُونُونَ خَائِبِينَ ، وَتَتِمُّ كَلِمَاتُ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَكْمُلَ بِهَا الدِّينُ .