قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ( 11 ) ) .
[ ص: 74 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) : واحدتها معقبة ، والهاء فيها للمبالغة ; مثل نسابة ; أي ملك معقب . وقيل : معقبة : صفة للجمع ، ثم جمع على ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11من بين يديه ) : يجوز أن يكون صفة لمعقبات ; وأن يكون ظرفا ; وأن يكون حالا من الضمير الذي فيه ; فعلى هذا يتم الكلام عنده .
ويجوز أن يتعلق بـ " يحفظونه " أي معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه .
ويجوز أن يكون " يحفظونه " صفة لمعقبات ، وأن يكون حالا مما يتعلق به الظرف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11من أمر الله ) : أي من الجن والإنس فتكون " من " على بابها . وقيل : " من " بمعنى الباء ; أي بأمر الله . وقيل : بمعنى عن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وإذا أراد ) : العامل في " إذا " ما دل عليه الجواب ; أي لم يرد ، أو وقع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11من وال ) : يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة ، ولا مانع هنا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28908هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ( 12 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خوفا وطمعا ) : مفعول من أجله .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12السحاب الثقال ) : قد ذكر في الأعراف .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ( 13 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويسبح الرعد بحمده ) : قيل : هو ملك ; فعلى هذا قد سمي بالمصدر ; وقيل : الرعد صوته ; والتقدير على هذا : ذو الرعد ، أو الراعد .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13بحمده ) قد ذكر في البقرة في قصة
آدم صلى الله عليه وسلم .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13المحال ) : فعال من المحل ، وهو القوة ، يقال : محل به ، إذا غلبه . وفيه لغة أخرى فتح الميم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ( 14 ) ) .
[ ص: 75 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14والذين يدعون من دونه ) : فيه قولان أحدهما : هو كناية عن الأصنام ; أي والأصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم " لا يستجيبون لهم بشيء " : وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها . والثاني : أنهم المشركون ، والتقدير : والمشركون الذين يدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم ; أي لا يجيبونهم ; أي إن الأصنام لا تجيبهم بشيء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إلا كباسط كفيه ) : التقدير : إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه . والمصدر في هذا التقدير : مضاف إلى المفعول ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ) [ فصلت : 49 ] . وفاعل هذا المصدر مضمر ، وهو ضمير الماء ; أي لا يجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفيه إليه ، والإجابة هنا كناية عن الانقياد .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14ليبلغ فاه وما هو ببالغه ) - فاللام متعلقة بباسط ، والفاعل ضمير الماء ; أي ليبلغ الماء فاه .
و ( ما هو ) ; أي الماء . ولا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل " بالغ " مضمرا ; لأن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم إبراز الفاعل ; فكان يجب على هذا أن يقول وما هو ببالغه الماء ; فإن جعلت الهاء في " بالغه " ضمير الماء ، جاز أن يكون هو ضمير الباسط .
والكاف في " كباسط " إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف ، وإن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28908ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ( 15 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15طوعا وكرها ) : مفعول له ، أو في موضع الحال .
و ( ظلالهم ) : معطوف على من .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15بالغدو ) : ظرف ليسجد .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ( 11 ) ) .
[ ص: 74 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) : وَاحِدَتُهَا مُعَقِّبَةٌ ، وَالْهَاءُ فِيهَا لِلْمُبَالَغَةِ ; مِثْلَ نَسَّابَةٍ ; أَيْ مَلَكٌ مُعَقِّبٌ . وَقِيلَ : مُعَقِّبَةٌ : صِفَةٌ لِلْجَمْعِ ، ثُمَّ جُمِعَ عَلَى ذَلِكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِمُعَقِّبَاتٍ ; وَأَنْ يَكُونَ ظَرْفًا ; وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِيهِ ; فَعَلَى هَذَا يَتِمُّ الْكَلَامُ عِنْدَهُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ " يَحْفَظُونَهُ " أَيْ مُعَقِّبَاتٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفِهِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " يَحْفَظُونَهُ " صِفَةً لِمُعَقِّبَاتٍ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِ الظَّرْفُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) : أَيْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَتَكُونُ " مِنْ " عَلَى بَابِهَا . وَقِيلَ : " مِنْ " بِمَعْنَى الْبَاءِ ; أَيْ بِأَمْرِ اللَّهِ . وَقِيلَ : بِمَعْنَى عَنْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَإِذَا أَرَادَ ) : الْعَامِلُ فِي " إِذَا " مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْجَوَابُ ; أَيْ لَمْ يُرَدَّ ، أَوْ وَقَعَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11مِنْ وَالٍ ) : يُقْرَأُ بِالْإِمَالَةِ مِنْ أَجْلِ الْكَسْرَةِ ، وَلَا مَانِعَ هُنَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28908هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ( 12 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خَوْفًا وَطَمَعًا ) : مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12السَّحَابَ الثِّقَالَ ) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَعْرَافِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ( 13 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) : قِيلَ : هُوَ مَلَكٌ ; فَعَلَى هَذَا قَدْ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ ; وَقِيلَ : الرَّعْدُ صَوْتُهُ ; وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا : ذُو الرَّعْدِ ، أَوِ الرَّاعِدُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13بِحَمْدِهِ ) قَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ فِي قِصَّةِ
آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13الْمِحَالِ ) : فِعَالٌ مِنَ الْمَحْلِ ، وَهُوَ الْقُوَّةُ ، يُقَالُ : مَحَلَ بِهِ ، إِذَا غَلَبَهُ . وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى فَتْحُ الْمِيمِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ( 14 ) ) .
[ ص: 75 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ) : فِيهِ قَوْلَانِ أَحَدُهُمَا : هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْأَصْنَامِ ; أَيْ وَالْأَصْنَامُ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى عِبَادَتِهِمْ " لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ " : وَجَمَعَهُمْ جَمْعَ مَنْ يَعْقِلُ عَلَى اعْتِقَادِهِمْ فِيهَا . وَالثَّانِي : أَنَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَالْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْأَصْنَامَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ ; أَيْ لَا يُجِيبُونَهُمْ ; أَيْ إِنَّ الْأَصْنَامَ لَا تُجِيبُهُمْ بِشَيْءٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ ) : التَّقْدِيرُ : إِلَّا اسْتِجَابَةً كَاسْتِجَابَةِ بَاسِطٍ كَفَّيْهِ . وَالْمَصْدَرُ فِي هَذَا التَّقْدِيرِ : مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ ) [ فُصِّلَتْ : 49 ] . وَفَاعِلُ هَذَا الْمَصْدَرِ مُضْمَرٌ ، وَهُوَ ضَمِيرُ الْمَاءِ ; أَيْ لَا يُجِيبُونَهُمْ إِلَّا كَمَا يُجِيبُ الْمَاءُ بَاسِطَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ ، وَالْإِجَابَةُ هُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الِانْقِيَادِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ) - فَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِبَاسِطٍ ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرُ الْمَاءِ ; أَيْ لِيَبْلُغَ الْمَاءُ فَاهُ .
وَ ( مَا هُوَ ) ; أَيِ الْمَاءُ . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرَ الْبَاسِطِ عَلَى أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ " بَالِغٍ " مُضْمَرًا ; لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا جَرَى عَلَى غَيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ لَزِمَ إِبْرَازُ الْفَاعِلِ ; فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَقُولَ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ الْمَاءَ ; فَإِنْ جَعَلْتَ الْهَاءَ فِي " بَالِغِهِ " ضَمِيرَ الْمَاءِ ، جَازَ أَنْ يَكُونَ هُوَ ضَمِيرَ الْبَاسِطِ .
وَالْكَافُ فِي " كَبَاسِطِ " إِنْ جَعَلْتَهَا حَرْفًا كَانَ مِنْهَا ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الْمَوْصُوفِ الْمَحْذُوفِ ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا اسْمًا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ضَمِيرٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ( 15 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15طَوْعًا وَكَرْهًا ) : مَفْعُولٌ لَهُ ، أَوْ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ .
وَ ( ظِلَالُهُمْ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى مَنْ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15بِالْغُدُوِّ ) : ظَرْفٌ لِيَسْجُدُ .