[ ص: 502 ] سورة البلد .  
بسم الله الرحمن الرحيم .  
قال تعالى : (  لا أقسم بهذا البلد       ( 1 )  وأنت حل بهذا البلد      ( 2 )  ووالد وما ولد      ( 3 )  لقد خلقنا الإنسان في كبد      ( 4 ) ) .  
قوله تعالى : (  لا أقسم بهذا البلد      ) : مثل : (  لا أقسم بيوم القيامة      ) [ القيامة : 1 ] . وقيل : لا أقسم به وأنت حل فيه ، بل أقسم بك . ( ووالد ) : معطوف على البلد ، و " ما " : بمعنى من ؛ وجواب القسم : " لقد خلقنا " .  
و (  في كبد      ) : حال ؛ أي مكابدا .  
قال تعالى : (  فلا اقتحم العقبة       ( 11 ) ) .  
قوله تعالى : (  فلا اقتحم      ) : " لا " بمعنى " ما " وأكثر ما يجيء مثل هذا مكررا ، مثل : (  فلا صدق ولا صلى      ) [ القيامة : 31 ] .  
قال تعالى : (  وما أدراك ما العقبة       ( 12 )  فك رقبة      ( 13 )  أو إطعام في يوم ذي مسغبة      ( 14 )  يتيما ذا مقربة      ( 15 ) ) .  
قوله تعالى : (  ما العقبة      ) أي ما اقتحام العقبة ؛ لأنه فسره بقوله تعالى : " فك رقبة " وهو فعل ، سواء كان بلفظ الفعل ، أو بلفظ المصدر . والعقبة عين ، فلا تفسر بالفعل ، فمن قرأ : فك أو أطعم ، فسر المصدر بالجملة الفعلية لدلالتها عليه .  
ومن قرأ : فك رقبة أو إطعام - كان التقدير : هو فك رقبة ، والمصدر مضاف إلى المفعول ، وإطعام غير مضاف ، ولا ضمير فيهما ؛ لأن المصدر لا يتحمل الضمير .  
وذهب بعض  البصريين   إلى أن المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضمير كالضمير في اسم الفاعل . و ( يتيما ) : مفعول ب ( إطعام ) .  
قال تعالى : (  ثم كان من الذين آمنوا       . . . ( 17 ) ) .  
قوله تعالى : ( ثم ) : هنا لترتيب الأخبار ، لا لترتيب المخبر عنه .  
قال تعالى : (  عليهم نار مؤصدة      ( 20 ) ) .  
 [ ص: 503 ] ومن همز " مؤصدة " : أخذه من آصد الباب ؛ ومن لم يهمز جاز أن يكون خفف الهمز ، وأن يكون من أوصده . والله أعلم .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					