سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ( 1 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة ) : الزلزلة مصدر ، يجوز أن يكون من الفعل اللازم ، أي تزلزل الساعة شيء ، وأن يكون متعديا ; أي إن زلزال الساعة الناس ; فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين ; ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظرف .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28908يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ( 2 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها ) : هو منصوب بـ "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2تذهل " ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه ، أو ظرفا لعظيم ، أو على إضمار اذكر ; فعلى هذه الوجوه يكون " تذهل " حالا من ضمير المفعول ، والعائد محذوف ; أي تذهل فيها . . . ولا يجوز أن يكون ظرفا للزلزلة ; لأنه مصدر قد أخبر عنه .
و ( المرضعة ) : جاء على الفعل ، ولو جاء على النسب لقال : مرضع .
و ( ما ) : بمعنى من ، ويجوز أن تكون مصدرية .
و ( ترى الناس ) : الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل .
[ ص: 217 ] ويقرأ بضم التاء ; أي وترى أنت أيها المخاطب ، أو يا
محمد صلى الله عليه وسلم .
ويقرأ كذلك إلا أنه برفع " الناس " والتأنيث على معنى الجماعة .
ويقرأ بالياء ; أي ويرى الناس ; أي يبصرون .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2سكارى ) : حال على الأوجه كلها ; والضم والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما ، وسكرى مثل مرضى ، الواحد سكران ، أو سكر ، مثل زمن وزمنى .
ويقرأ ( سكرى ) مثل حبلى ; قيل : هو محذوف من سكارى ; وقيل : هو واحد مثل حبلى ; كأنه قال ترى الأمة سكرى .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28908ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ( 3 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3من يجادل ) : هي نكرة موصوفة .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3بغير علم ) : في موضع المفعول ، أو حال .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28908كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ( 4 ) ) .
قوله تعالى : ( أنه ) : هي وما عملت فيه في موضع رفع بكتب .
ويقرأ كتب - بالفتح ; أي كتب الله ، فيكون في موضع نصب .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4من تولاه ) : في موضع رفع بالابتداء . و " من " شرط ، وجوابه " فإنه " ويجوز أن يكون بمعنى الذي ، و " فأنه " الخبر ، ودخلت فيه الفاء لما في الذي من معنى المجازاة ، وفتحت " أن " الثانية ، لأن التقدير : فشأنه أنه ، وفيها كلام آخر قد ذكرنا مثله في (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=63أنه من يحادد الله ) [ التوبة : 63 ] .
وقرئ بالكسر فيها حملا على معنى : قيل له .
سُورَةُ الْحَجِّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ( 1 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ ) : الزَّلْزَلَةُ مَصْدَرٌ ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْفِعْلِ اللَّازِمِ ، أَيْ تَزَلْزَلَ السَّاعَةَ شَيْءٌ ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّيًا ; أَيْ إِنَّ زِلْزَالَ السَّاعَةِ النَّاسَ ; فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ فِي الْوَجْهَيْنِ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الظَّرْفِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28908يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ( 2 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا ) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِـ "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2تَذْهَلُ " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ السَّاعَةِ عَلَى قَوْلِ مَنْ بَنَاهُ ، أَوْ ظَرْفًا لِعَظِيمٌ ، أَوْ عَلَى إِضْمَارِ اذْكُرْ ; فَعَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ يَكُونُ " تَذْهَلُ " حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ تَذْهَلُ فِيهَا . . . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلزَّلْزَلَةِ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ قَدْ أُخْبِرَ عَنْهُ .
وَ ( الْمُرْضِعَةُ ) : جَاءَ عَلَى الْفِعْلِ ، وَلَوْ جَاءَ عَلَى النَّسَبِ لَقَالَ : مُرْضِعٌ .
وَ ( مَا ) : بِمَعْنَى مَنْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً .
وَ ( تَرَى النَّاسَ ) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْخِطَابِ وَتَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ .
[ ص: 217 ] وَيُقْرَأُ بِضَمِّ التَّاءِ ; أَيْ وَتَرَى أَنْتَ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ ، أَوْ يَا
مُحَمَّدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِرَفْعِ " النَّاسُ " وَالتَّأْنِيثِ عَلَى مَعْنَى الْجَمَاعَةِ .
وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ ; أَيْ وَيَرَى النَّاسُ ; أَيْ يُبْصِرُونَ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2سُكَارَى ) : حَالٌ عَلَى الْأَوْجُهِ كُلِّهَا ; وَالضَّمُّ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَتَانِ قَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَسَكْرَى مِثْلَ مَرْضَى ، الْوَاحِدُ سَكْرَانُ ، أَوْ سَكِرٌ ، مِثْلَ زَمِنٍ وَزَمْنَى .
وَيُقْرَأُ ( سُكْرَى ) مِثْلَ حُبْلَى ; قِيلَ : هُوَ مَحْذُوفٌ مِنْ سُكَارَى ; وَقِيلَ : هُوَ وَاحِدٌ مِثْلَ حُبْلَى ; كَأَنَّهُ قَالَ تَرَى الْأُمَّةُ سُكْرَى .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28908وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ( 3 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3مَنْ يُجَادِلُ ) : هِيَ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3بِغَيْرِ عِلْمٍ ) : فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ ، أَوْ حَالٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28908كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ( 4 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَنَّهُ ) : هِيَ وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِكُتِبَ .
وَيُقْرَأُ كَتَبَ - بِالْفَتْحِ ; أَيْ كَتَبَ اللَّهُ ، فَيَكُونُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4مَنْ تَوَلَّاهُ ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ . وَ " مَنْ " شَرْطٌ ، وَجَوَابُهُ " فَإِنَّهُ " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي ، وَ " فَأَنَّهُ " الْخَبَرُ ، وَدَخَلَتْ فِيهِ الْفَاءُ لِمَا فِي الَّذِي مِنْ مَعْنَى الْمُجَازَاةِ ، وَفُتِحَتْ " أَنَّ " الثَّانِيَةُ ، لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : فَشَأْنُهُ أَنَّهُ ، وَفِيهَا كَلَامٌ آخَرُ قَدْ ذَكَرْنَا مِثْلَهُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=63أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ ) [ التَّوْبَةِ : 63 ] .
وَقُرِئَ بِالْكَسْرِ فِيهَا حَمْلًا عَلَى مَعْنَى : قِيلَ لَهُ .