سورة العنكبوت  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قال تعالى : (  أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون       ( 2 ) ) .  
قوله تعالى : (  أن يتركوا      ) : أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين .  
و (  أن يقولوا      ) : أي بأن يقولوا ، أو لأن يقولوا .  
ويجوز أن يكون بدلا من " أن يتركوا " وإذا قدرت الياء كان حالا ؛ ويجوز أن تقدر على هذا المعنى .  
 [ ص: 298 ] قال تعالى : (  أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون       ( 4 ) ) .  
قوله تعالى : (  ساء      ) : يجوز أن يعمل عمل بئس ، وقد ذكر في قوله : (  بئسما اشتروا      ) [ البقرة : 90 ] .  
ويجوز أن يكون بمعنى قبح ، فتكون " ما " مصدرية . أو بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، وهي فاعل ساء .  
قال تعالى : (  من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم       ( 5 ) ) .  
قوله تعالى : (  من كان يرجو      ) : " من " شرط ، والجواب : " فإن أجل الله " والتقدير : لآتيه .  
قال تعالى : (  ووصينا الإنسان بوالديه حسنا   وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون      ( 8 ) ) .  
قوله تعالى : (  حسنا      ) : منصوب بوصينا . وقيل : هو محمول على المعنى ، والتقدير : ألزمناه حسنا . وقيل : التقدير أيضا : ذا حسن ؛ كقوله : (  وقولوا للناس حسنا      ) [ البقرة : 83 ] . وقيل : معنى وصينا : قلنا له : أحسن حسنا ؛ فيكون واقعا موقع المصدر ، أو مصدرا محذوف الزوائد .
قال تعالى : (  والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين       ( 9 ) ) .  
قوله تعالى : (  والذين آمنوا      ) : مبتدأ ، و " لندخلنهم " : الخبر .  
ويجوز أن يكون " الذين " في موضع نصب على تقدير : لندخلن الذين آمنوا .  
قال تعالى : (  وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون       ( 12 )  وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون      ( 13 )  ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون      ( 14 )  فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين      ( 15 )  وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون      ( 16 ) ) .  
قوله تعالى : (  ولنحمل خطاياكم      ) : هذه لام الأمر ، وكأنهم أمروا أنفسهم ؛ وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر ، لما فيه من المبالغة في الالتزام ، كما في صيغة التعجب .  
( من شيء ) : " من " زائدة ، وهو مفعول اسم الفاعل .  
و (  من خطاياهم      ) : حال من شيء ؛ والتقدير : بحاملين شيئا من خطاياهم .  
و (  ألف سنة      ) : ظرف ، والضمير في " جعلناها " للعقوبة ، أو الطوفة ، أو نحو ذلك .  
 [ ص: 299 ]    (  وإبراهيم      ) : معطوف على المفعول في " أنجيناه " أو على تقدير : واذكر ، أو على أرسلنا .  
قال تعالى : (  قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق   ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير      ( 20 ) ) .  
قوله تعالى : (  النشأة الآخرة      ) بالقصر والمد : لغتان .  
قال تعالى : (  وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء   وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير      ( 22 ) ) .  
قوله تعالى : (  ولا في السماء      ) : التقدير : ولا من في السماء فيها ، فمن معطوف على أنتم ، وهي نكرة موصوفة .  
وقيل : ليس فيه حذف ؛ لأن " أنتم " خطاب للجميع ، فيدخل فيهم الملائكة ، ثم فصل بعد الإبهام .  
				
						
						
