قال تعالى : (  وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا   ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين      ( 25 ) ) .  
قوله تعالى : (  إنما اتخذتم      ) : في " ما " ثلاثة أوجه ؛ أحدها : هي بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ أي اتخذتموه . و " أوثانا " مفعول ثان ، أو حال . و " مودة " : الخبر ، على قراءة من رفع ؛ والتقدير : ذوو مودة . والثاني : هي كافة ؛ وأوثانا مفعول ثان . ويجوز أن يكون النصب على الصفة ؛ أيضا ؛ أي ذوي مودة . والوجه الثالث : أن تكون " ما " مصدرية ، و " مودة " بالرفع : الخبر ؛ ولا حذف في هذا الوجه في الخبر ؛ بل في اسم " إن " والتقدير : إن سبب اتخاذكم مودة .  
ويقرأ " مودة " بالإضافة في الرفع والنصب .  
 [ ص: 300 ] و ( بينكم ) بالجر ، وبتنوين مودة في الوجهين جميعا ونصب بين .  
وفيما يتعلق به : " في الحياة الدنيا " سبعة أوجه :  
الأول : أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت " ما " كافة ، لا على الوجهين الآخرين ؛ لئلا يؤدي إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر . والثاني : أن يتعلق بنفس مودة إذا لم تجعل " بين " صفة لها ؛ لأن المصدر إذا وصف لا يعمل . والثالث : أن تعلقه بنفس " بينكم " لأن معناه اجتماعكم أو وصلكم . والرابع : أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نونتها وجعلت " بينكم " صفة . والخامس : أن تعلقها بمودة ، وتجعل " بينكم " ظرف مكان ، فيعمل " مودة " فيهما . والسادس : أن تجعله حالا من الضمير في " بينكم " إذا جعلته وصفا لمودة . والسابع : أن تجعله حالا من " بينكم " لتعرفه بالإضافة .  
وأجاز قوم منهم أن تتعلق " في " بمودة ؛ وإن كان " بينكم " صفة ؛ لأن الظروف يتسع فيها بخلاف المفعول به .  
قال تعالى : (  ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين       ( 28 ) ) .  
قوله تعالى : (  ولوطا      ) : معطوف على نوح . وقد ذكر .  
قال تعالى : (  ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا   وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين      ( 33 )  إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون      ( 34 )  ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون      ( 35 )  وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين      ( 36 )  فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين      ( 37 )  وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين      ( 38 )  وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين      ( 39 )  فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون      ( 40 ) ) .  
 [ ص: 301 ] قوله تعالى : (  إنا منجوك وأهلك      ) : الكاف في موضع جر عند   سيبويه  ؛ فعلى هذا ينتصب " أهلك " بفعل محذوف ؛ أي وننجي أهلك ؛ وفي قول  الأخفش     : هي في موضع نصب أو جر ، وموضعه نصب فتعطف على الموضع ؛ لأن الإضافة في تقدير الانفصال كما لو كان المضاف إليه ظاهرا ؛   وسيبويه  يفرق بين المضمر والمظهر ، فيقول لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين ؛ ويجوز ذلك كله مع المظهر .  
والضمير في " منها " للعقوبة .  
و (  شعيبا      ) : معطوف على نوح ؛ والفاء في " فقال " : عاطفة على أرسلنا المقدرة .  
و (  عادا وثمود      ) : أي واذكر ، أو وأهلكنا .  
(  وقارون      ) وما بعده كذلك ؛ ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في " صدهم " .  
و ( كلا ) : منصوب بـ " أخذنا " . و " من " في " من أرسلنا " وما بعدها : نكرة موصوفة ؛ وبعض الرواجع محذوف .  
قال تعالى : (  مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت   اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون      ( 41 ) ) .  
والنون في عنكبوت أصل ، والتاء زائدة ، لقولهم في جمعه : عناكب .  
				
						
						
