قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28908ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ( 28 ) ) .
[ ص: 366 ] قوله تعالى : ( قرآنا ) : هو حال من القرآن موطئة ، والحال في المعنى قوله تعالى : ( عربيا ) .
وقيل : انتصب بـ " يتذكرون " .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28908ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 29 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29مثلا رجلا ) : " رجلا " : بدل من " مثلا " وقد ذكر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112مثلا قرية ) [ النحل : 112 ] في النحل .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29فيه شركاء ) : الجملة صفة لرجل ، و " فيه " يتعلق بـ " متشاكسون " وفيه دلالة على جواز تقديم خبر المبتدأ عليه . و " مثلا " تمييز .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28908والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ( 33 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق ) : المعنى على الجمع ، وقد ذكر مثله في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17مثلهم كمثل الذي ) [ البقرة : 17 ] .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38nindex.php?page=treesubj&link=28908ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ( 38 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38كاشفات ضره ) : يقرأ بالتنوين وبالإضافة ؛ وهو ظاهر .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28908قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ( 46 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قل اللهم فاطر السماوات ) : مثل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قل اللهم مالك الملك ) [ آل عمران : 26 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=28908فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 46 ) ) .
[ ص: 367 ] قوله تعالى : ( بل هي ) : " هي " ضمير البلوى ، أو الحال .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28908أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ( 56 ) ) .
قوله تعالى : ( أن تقول ) : هو مفعول له ؛ أي أنذرناكم مخافة أن تقول .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56ياحسرتا ) : الألف مبدلة من ياء المتكلم .
وقرئ " حسرتاي " وهو بعيد ، وقد وجهت على أن الياء زيدت بعد الألف المنقلبة .
وقال آخرون : بل الألف زائدة . وهذا أبعد ؛ لما فيه من الفصل بين المضاف والمضاف إليه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ( 59 ) ) .
وفتحت الكاف في " جاءتك " حملا على المخاطب ، وهو إنسان ؛ ومن كسر حمله على تأنيث النفس .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28908ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ( 60 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة ) : الجملة حال من " الذين كذبوا " لأن " ترى " من رؤية العين .
وقيل : هي بمعنى العلم ؛ فتكون الجملة مفعولا ثانيا .
ولو قرئ " وجوههم مسودة " بالنصب ، لكان على بدل الاشتمال .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28908وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ( 61 ) ) .
و ( مفازتهم ) : على الإفراد ؛ لأنه مصدر ، وعلى الجمع لاختلاف المصادر كالحلوم والأشغال ؛ وقيل : المفازة هنا : الطريق ، والمعنى : في مفازتهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61لا يمسهم السوء ) : حال .
[ ص: 368 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ( 64 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64أفغير الله ) : في إعرابها أوجه :
أحدها : أن " غير " منصوب بـ " أعبد " مقدما عليه ، وقد ضعف هذا الوجه من حيث كان التقدير : أن أعبد فعند ذلك يفضي إلى تقديم الصلة على الموصول ، وليس بشيء ؛ لأن " أن " ليست في اللفظ ، فلا يبقى عملها ؛ فلو قدرنا بقاء حكمها لأفضى إلى حذف الموصول وبقاء صلته ؛ وذلك لا يجوز إلا في ضرورة الشعر . والوجه الثاني : أن يكون منصوبا بتأمروني و " أعبد " بدلا منه ، والتقدير : قل أفتأمروني بعبادة غير الله عز وجل ، وهذا من بدل الاشتمال ، ومن باب : أمرتك الخير .
والثالث أن " غير " منصوب بفعل محذوف ؛ أي أفتلزموني غير الله ، وفسره ما بعده .
وقيل : لا موضع لأعبد من الإعراب . وقيل : هو حال ، والعمل على الوجهين الأولين . وأما النون فمشددة على الأصل ، وقد خففت بحذف الثانية ؛ وقد ذكر نظائره .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28908وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ( 67 ) ) .
قوله تعالى : ( والأرض ) : مبتدأ ، و " قبضته " : الخبر ، وجميعا حال من الأرض ؛ والتقدير : إذا كانت مجتمعة قبضته ؛ أي مقبوضة ؛ فالعامل في إذا : المصدر ؛ لأنه بمعنى المفعول . وقد ذكر
أبو علي في الحجة : التقدير : ذات قبضته ، وقد رد عليه ذلك بأن المضاف إليه لا يعمل فيما قبله ؛ وهذا لا يصح لأنه الآن غير مضاف إليه ، وبعد حذف المضاف لا يبقى حكمه .
ويقرأ قبضته بالنصب - على معنى في قبضته ؛ وهو ضعيف ؛ لأن هذا الظرف محدود ؛ فهو كقولك : زيد الدار .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والسماوات مطويات ) : مبتدأ وخبر ، و ( بيمينه ) : متعلق بالخبر . ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر ، وأن يكون خبرا ثانيا .
وقرئ " مطويات " - بالكسر - على الحال ، و " بيمينه " : الخبر . وقيل : الخبر محذوف ؛ أي والسماوات قبضته .
[ ص: 369 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28908وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ( 73 ) ) .
و ( زمرا ) : في الموضعين حال . ( وفتحت ) : الواو زائدة عند قوم ؛ لأن الكلام جواب حتى ، وليست زائدة عند المحققين ، والجواب محذوف تقديره : اطمأنوا ، ونحو ذلك . و ( نتبوأ ) : حال من الفاعل ، أو المفعول .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28908وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ( 74 )
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ( 75 ) ) .
قوله تعالى : ( حيث ) : هنا مفعول به ، كما ذكرنا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وكلا منها رغدا حيث شئتما ) [ البقرة : 35 ] في أحد الوجوه . و ( حافين ) : حال من الملائكة .
و ( يسبحون ) : حال من الضمير في ( حافين ) . والله أعلم .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 28 ) ) .
[ ص: 366 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : ( قُرْآنًا ) : هُوَ حَالٌ مِنَ الْقُرْآنِ مُوَطِّئَةٌ ، وَالْحَالُ فِي الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى : ( عَرَبِيًّا ) .
وَقِيلَ : انْتَصَبَ بِـ " يَتَذَكَّرُونَ " .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28908ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( 29 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29مَثَلًا رَجُلًا ) : " رَجُلًا " : بَدَلٌ مِنْ " مَثَلًا " وَقَدْ ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112مَثَلًا قَرْيَةً ) [ النَّحْلِ : 112 ] فِي النَّحْلِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29فِيهِ شُرَكَاءُ ) : الْجُمْلَةُ صِفَةٌ لِرَجُلٍ ، وَ " فِيهِ " يَتَعَلَّقُ بِـ " مُتَشَاكِسُونَ " وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ خَبَرِ الْمُبْتَدَأِ عَلَيْهِ . وَ " مَثَلًا " تَمْيِيزٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28908وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( 33 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) : الْمَعْنَى عَلَى الْجَمْعِ ، وَقَدْ ذُكِرَ مِثْلُهُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي ) [ الْبَقَرَةِ : 17 ] .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ( 38 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ) : يُقْرَأُ بِالتَّنْوِينِ وَبِالْإِضَافَةِ ؛ وَهُوَ ظَاهِرٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28908قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( 46 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ ) : مِثْلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 26 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=28908فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( 46 ) ) .
[ ص: 367 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : ( بَلْ هِيَ ) : " هِيَ " ضَمِيرُ الْبَلْوَى ، أَوِ الْحَالُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28908أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ( 56 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَنْ تَقُولَ ) : هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ ؛ أَيْ أَنْذَرْنَاكُمْ مَخَافَةَ أَنْ تَقُولَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56يَاحَسْرَتَا ) : الْأَلْفُ مُبْدَلَةٌ مِنْ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ .
وَقُرِئَ " حَسْرَتَايَ " وَهُوَ بَعِيدٌ ، وَقَدْ وُجِّهَتْ عَلَى أَنَّ الْيَاءَ زِيدَتْ بَعْدَ الْأَلِفِ الْمُنْقَلِبَةِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْأَلِفُ زَائِدَةٌ . وَهَذَا أَبْعَدُ ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصْلِ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28908بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( 59 ) ) .
وَفُتِحَتِ الْكَافُ فِي " جَاءَتْكَ " حَمْلًا عَلَى الْمُخَاطَبِ ، وَهُوَ إِنْسَانٌ ؛ وَمَنْ كَسَرَ حَمَلَهُ عَلَى تَأْنِيثِ النَّفْسِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28908وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ( 60 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ) : الْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ " الَّذِينَ كَذَبُوا " لِأَنَّ " تَرَى " مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ .
وَقِيلَ : هِيَ بِمَعْنَى الْعِلْمِ ؛ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ مَفْعُولًا ثَانِيًا .
وَلَوْ قُرِئَ " وُجُوهَهُمْ مُسْوَدَّةً " بِالنَّصْبِ ، لَكَانَ عَلَى بَدَلِ الِاشْتِمَالِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28908وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 61 ) ) .
وَ ( مَفَازَتِهِمْ ) : عَلَى الْإِفْرَادِ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَعَلَى الْجَمْعِ لِاخْتِلَافِ الْمَصَادِرِ كَالْحُلُومِ وَالْأَشْغَالِ ؛ وَقِيلَ : الْمَفَازَةُ هُنَا : الطَّرِيقُ ، وَالْمَعْنَى : فِي مَفَازَتِهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ) : حَالٌ .
[ ص: 368 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28908قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ( 64 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64أَفَغَيْرَ اللَّهِ ) : فِي إِعْرَابِهَا أَوْجُهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّ " غَيْرَ " مَنْصُوبٌ بِـ " أَعْبُدُ " مُقَدَّمًا عَلَيْهِ ، وَقَدْ ضُعِّفَ هَذَا الْوَجْهُ مِنْ حَيْثُ كَانَ التَّقْدِيرُ : أَنْ أَعْبُدَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُفْضِي إِلَى تَقْدِيمِ الصِّلَةِ عَلَى الْمَوْصُولِ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ؛ لِأَنَّ " أَنْ " لَيْسَتْ فِي اللَّفْظِ ، فَلَا يَبْقَى عَمَلُهَا ؛ فَلَوْ قَدَّرْنَا بَقَاءَ حُكْمِهَا لَأَفْضَى إِلَى حَذْفِ الْمَوْصُولِ وَبَقَاءِ صِلَتِهِ ؛ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِتَأْمُرُونِّي وَ " أَعْبُدُ " بَدَلًا مِنْهُ ، وَالتَّقْدِيرُ : قُلْ أَفَتَأْمُرُونِّي بِعِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهَذَا مِنْ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ ، وَمِنْ بَابِ : أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ .
وَالثَّالِثُ أَنَّ " غَيْرَ " مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ؛ أَيْ أَفَتُلْزِمْونِي غَيْرَ اللَّهِ ، وَفَسَّرَهُ مَا بَعْدَهُ .
وَقِيلَ : لَا مَوْضِعَ لِأَعْبُدَ مِنِ الْإِعْرَابِ . وَقِيلَ : هُوَ حَالٌ ، وَالْعَمَلُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلِينَ . وَأَمَّا النُّونُ فَمُشَدَّدَةٌ عَلَى الْأَصْلِ ، وَقَدْ خُفِّفَتْ بِحَذْفِ الثَّانِيَةِ ؛ وَقَدْ ذُكِرَ نَظَائِرُهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28908وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 67 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَالْأَرْضُ ) : مُبْتَدَأٌ ، وَ " قَبْضَتُهُ " : الْخَبَرُ ، وَجَمِيعًا حَالٌ مِنَ الْأَرْضِ ؛ وَالتَّقْدِيرُ : إِذَا كَانَتْ مُجْتَمِعَةً قَبْضَتُهُ ؛ أَيْ مَقْبُوضَةً ؛ فَالْعَامِلُ فِي إِذَا : الْمَصْدَرُ ؛ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ . وَقَدْ ذَكَرَ
أَبُو عَلِيٍّ فِي الْحُجَّةِ : التَّقْدِيرُ : ذَاتُ قَبْضَتِهِ ، وَقَدْ رُدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمُضَافَ إِلَيْهِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ ؛ وَهَذَا لَا يَصِحُّ لِأَنَّهُ الْآنَ غَيْرُ مُضَافٍ إِلَيْهِ ، وَبَعْدَ حَذْفِ الْمُضَافِ لَا يَبْقَى حُكْمُهُ .
وَيُقْرَأُ قَبْضَتَهُ بِالنَّصْبِ - عَلَى مَعْنَى فِي قَبْضَتِهِ ؛ وَهُوَ ضَعِيفٌ ؛ لِأَنَّ هَذَا الظَّرْفَ مَحْدُودٌ ؛ فَهُوَ كَقَوْلِكَ : زَيْدٌ الدَّارَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَ ( بِيَمِينِهِ ) : مُتَعَلِّقٌ بِالْخَبَرِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْخَبَرِ ، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا .
وَقُرِئَ " مَطْوِيَّاتٍ " - بِالْكَسْرِ - عَلَى الْحَالِ ، وَ " بِيَمِينِهِ " : الْخَبَرُ . وَقِيلَ : الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ وَالسَّمَاوَاتُ قَبْضَتُهُ .
[ ص: 369 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28908وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ( 73 ) ) .
وَ ( زُمَرًا ) : فِي الْمَوْضِعَيْنِ حَالٌ . ( وَفُتِحَتْ ) : الْوَاوُ زَائِدَةٌ عِنْدَ قَوْمٍ ؛ لِأَنَّ الْكَلَامَ جَوَابُ حَتَّى ، وَلَيْسَتْ زَائِدَةً عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : اطْمَأَنُّوا ، وَنَحْوَ ذَلِكَ . وَ ( نَتَبَوَّأُ ) : حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ ، أَوِ الْمَفْعُولِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ( 74 )
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 75 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( حَيْثُ ) : هُنَا مَفْعُولٌ بِهِ ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ) [ الْبَقَرَةِ : 35 ] فِي أَحَدِ الْوُجُوهِ . وَ ( حَافِّينَ ) : حَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .
وَ ( يُسَبِّحُونَ ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( حَافِّينَ ) . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .