سورة المعارج .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908سأل سائل بعذاب واقع ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2للكافرين ليس له دافع ( 2 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل ) : يقرأ بالهمزة وبالألف ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هي بدل من الهمزة على التخفيف . والثاني : هي بدل من الواو على لغة من قال : هما يتساولان .
والثالث : هي من الياء من السيل . والسائل يبنى على الأوجه الثلاثة .
والباء : بمعنى عن . وقيل : هي على بابها ؛ أي سال بالعذاب كما يسيل الوادي بالماء . واللام تتعلق بواقع . وقيل : هي صفة أخرى للعذاب . وقيل : بسأل . وقيل : التقدير : هو للكافرين .
[ ص: 467 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28908من الله ذي المعارج ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة ) .
و ( من ) : تتعلق بدافع ؛ أي لا يدفع من جهة الله .
وقيل : تتعلق بواقع ، ولم يمنع النفي ذلك ؛ لأنه " ليس " فعل . و " ذي " : صفة لله تعالى .
و ( تعرج ) : مستأنف .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908يوم تكون السماء كالمهل ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وتكون الجبال كالعهن ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما ( 10 ) ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون ) : بدل من قريب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل ) : بفتح الياء ؛ أي حميما عن حاله . ويقرأ بضمها ؛ والتقدير : عن حميم .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( 11 ) ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم ) : مستأنف . وقيل : حال ، وجمع الضمير على معنى الحميم .
و ( يود ) : مستأنف ، أو حال من ضمير المفعول ، أو المرفوع . و ( لو ) : بمعنى أن .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28908نزاعة للشوى ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تدعو من أدبر وتولى ( 17 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة ) : أي هي نزاعة . وقيل : هي بدل من "
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى " وقيل : كلاهما خبر . وقيل : خبر إن .
وقيل : " لظى " بدل من اسم إن ، ونزاعة خبرها .
وأما النصب فقيل : هو حال من الضمير في لظى ، على أن تجعلها صفة غالبة ؛ مثل الحارث وعباس . وقيل : التقدير : أعني و " تدعو " : يجوز أن يكون حالا من الضمير في نزاعة إذا لم تعمله فيها .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908إن الإنسان خلق هلوعا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إذا مسه الشر جزوعا ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وإذا مسه الخير منوعا ( 21 ) ) .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19هلوعا ) : حال مقدرة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20جزوعا ) : حال أخرى ، والعامل فيها هلوعا . و ( إذا ) ظرف لجزوعا ، وكذلك " منوعا " .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908إلا المصلين ( 22 ) ) .
[ ص: 468 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين ) : هو استثناء من الجنس ، والمستثنى منه الإنسان ، وهو جنس ؛ فلذلك ساغ الاستثناء منه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=28908أولئك في جنات مكرمون ( 35 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ( 36 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عن اليمين وعن الشمال عزين ( 37 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35في جنات ) : هو ظرف لـ " مكرمون " ويجوز أن يكونا خبرين .
و ( مهطعين ) : حال من " الذين كفروا " وكذلك " عزين " . و " قبلك " معمول مهطعين . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عزين ) : جمع عزة ، والمحذوف منه الواو ، وقيل : الياء ؛ وهو من عزوته إلى أبيه وعزيته ؛ لأن العزة الجماعة ، وبعضهم منضم إلى بعض ؛ كما أن المنسوب مضموم إلى المنسوب إليه . و " عن " يتعلق بعزين : أي متفرقين عنهما ؛ ويجوز أن يكون حالا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ( 43 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( 44 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يوم يخرجون ) : هو بدل من " يومهم " أو على إضمار أعني .
و ( سراعا ) و ( كأنهم ) : حالان ، و " النصب " قد ذكر في المائدة . ( خاشعة ) : حال من يخرجون . والله أعلم .
سُورَةُ الْمَعَارِجِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28908سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ( 2 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ ) : يُقْرَأُ بِالْهَمْزَةِ وَبِالْأَلِفِ ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ عَلَى التَّخْفِيفِ . وَالثَّانِي : هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ : هُمَا يَتَسَاوَلَانِ .
وَالثَّالِثُ : هِيَ مِنَ الْيَاءِ مِنَ السَّيْلِ . وَالسَّائِلُ يُبْنَى عَلَى الْأَوْجُهِ الثَّلَاثَةِ .
وَالْبَاءُ : بِمَعْنَى عَنْ . وَقِيلَ : هِيَ عَلَى بَابِهَا ؛ أَيْ سَالَ بِالْعَذَابِ كَمَا يَسِيلُ الْوَادِي بِالْمَاءِ . وَاللَّامُ تَتَعَلَّقُ بِوَاقِعٍ . وَقِيلَ : هِيَ صِفَةٌ أُخْرَى لِلْعَذَابِ . وَقِيلَ : بِسَأَلَ . وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : هُوَ لِلْكَافِرِينَ .
[ ص: 467 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28908مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ ) .
وَ ( مِنْ ) : تَتَعَلَّقُ بِدَافِعٍ ؛ أَيْ لَا يُدْفَعُ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ .
وَقِيلَ : تَتَعَلَّقُ بِوَاقِعٍ ، وَلَمْ يَمْنَعِ النَّفْيُ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ " لَيْسَ " فِعْلٌ . وَ " ذِي " : صِفَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى .
وَ ( تَعْرُجُ ) : مُسْتَأْنَفٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ( 10 ) ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ ) : بَدَلٌ مِنْ قَرِيبٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ ؛ أَيْ حَمِيمًا عَنْ حَالِهِ . وَيُقْرَأُ بِضَمِّهَا ؛ وَالتَّقْدِيرُ : عَنْ حَمِيمٍ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابٍ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ( 11 ) ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ ) : مُسْتَأْنَفٌ . وَقِيلَ : حَالٌ ، وَجُمِعَ الضَّمِيرُ عَلَى مَعْنَى الْحَمِيمِ .
وَ ( يَوَدُّ ) : مُسْتَأْنَفٌ ، أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ ، أَوِ الْمَرْفُوعِ . وَ ( لَوْ ) : بِمَعْنَى أَنْ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28908نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ( 17 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً ) : أَيْ هِيَ نَزَّاعَةٌ . وَقِيلَ : هِيَ بَدَلٌ مِنْ "
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى " وَقِيلَ : كِلَاهُمَا خَبَرٌ . وَقِيلَ : خَبَرُ إِنَّ .
وَقِيلَ : " لَظَى " بَدَلٌ مِنِ اسْمِ إِنَّ ، وَنَزَّاعَةٌ خَبَرُهَا .
وَأَمَّا النَّصْبُ فَقِيلَ : هُوَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي لَظَى ، عَلَى أَنْ تَجْعَلَهَا صِفَةً غَالِبَةً ؛ مِثْلُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسٍ . وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : أَعْنِي وَ " تَدْعُو " : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي نَزَّاعَةً إِذَا لَمْ تُعْمِلْهُ فِيهَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ( 21 ) ) .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19هَلُوعًا ) : حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20جَزُوعًا ) : حَالٌ أُخْرَى ، وَالْعَامِلُ فِيهَا هَلُوعًا . وَ ( إِذَا ) ظَرْفٌ لِجَزُوعًا ، وَكَذَلِكَ " مَنُوعًا " .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908إِلَّا الْمُصَلِّينَ ( 22 ) ) .
[ ص: 468 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ ) : هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجِنْسِ ، وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ الْإِنْسَانُ ، وَهُوَ جِنْسٌ ؛ فَلِذَلِكَ سَاغَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=28908أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ( 35 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ( 36 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ( 37 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35فِي جَنَّاتٍ ) : هُوَ ظَرْفٌ لِـ " مُكْرَمُونَ " وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا خَبَرَيْنِ .
وَ ( مُهْطِعِينَ ) : حَالٌ مِنَ " الَّذِينَ كَفَرُوا " وَكَذَلِكَ " عِزِينَ " . وَ " قِبَلَكَ " مَعْمُولُ مُهْطِعِينَ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عِزِينَ ) : جَمْعُ عِزَةٍ ، وَالْمَحْذُوفُ مِنْهُ الْوَاوُ ، وَقِيلَ : الْيَاءُ ؛ وَهُوَ مِنْ عَزَوْتُهُ إِلَى أَبِيهِ وَعَزَيْتُهُ ؛ لِأَنَّ الْعِزَةَ الْجَمَاعَةُ ، وَبَعْضُهُمْ مُنْضَمٌّ إِلَى بَعْضٍ ؛ كَمَا أَنَّ الْمَنْسُوبَ مَضْمُومٌ إِلَى الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ . وَ " عَنْ " يَتَعَلَّقُ بِعِزِينَ : أَيْ مُتَفَرِّقِينَ عَنْهُمَا ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28908يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ( 43 )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ( 44 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَوْمَ يَخْرُجُونَ ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ " يَوْمِهِمْ " أَوْ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي .
وَ ( سِرَاعًا ) وَ ( كَأَنَّهُمْ ) : حَالَانِ ، وَ " النُّصُبُ " قَدْ ذُكِرَ فِي الْمَائِدَةِ . ( خَاشِعَةً ) : حَالٌ مِنْ يَخْرُجُونَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .