الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                15958 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله : محمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ ، حدثني أبي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا إسماعيل ابن علية ، ثنا حجاج بن أبي عثمان الصواف ، ( ح وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو جعفر بن أبي خالد الأصبهاني ، ثنا حميد بن مسعدة ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا الحجاج الصواف ، حدثني أبو رجاء مولى أبي قلابة ، حدثني أبو قلابة : أن عمر بن عبد العزيز أبرز سريره يوما للناس ، فأذن لهم ، فدخلوا عليه ، فقال : ما تقولون في القسامة ؟ قال : فأضب الناس ، قالوا : نقول : القود بها حق ، قد أقادت بها الخلفاء . قال : ما تقول يا أبا قلابة ، ونصبني للناس ، قلت : يا أمير المؤمنين ، عندك رءوس الأجناد ، وأشراف العرب ، أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بدمشق محصن : أنه قد زنى لم يروه أكنت ترجمه ؟ قال : لا . قلت : أفرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص أنه سرق لم يروه أكنت تقطعه ؟ قال : لا . قلت فوالله ، ما قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا قط إلا في إحدى ثلاث خصال: رجل قتل بجريرة نفسه يقتل ، أو رجل زنى بعد إحصان ، أو رجل حارب الله ورسوله ، وارتد عن الإسلام ، قال : فقال القوم : أوليس قد حدث أنس بن مالك : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع في السرق ، وسمر الأعين ، ونبذهم في الشمس حتى ماتوا ؟ فقلت : أنا أحدثكم حديث أنس بن مالك إياي حدث أنس بن مالك أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه على الإسلام ، واستوخموا الأرض ، وسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ألا تخرجون مع راعينا في إبله ؛ فتصيبون من أبوالها ، وألبانها ؟ قالوا : بلى . فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها ، فصحوا وقتلوا الراعي ، واطردوا النعم ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث في آثارهم ، فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم ، فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم ، ونبذوا في الشمس حتى ماتوا . قلت : وأي شيء أشد مما صنع هؤلاء ؟ ارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا ، وسرقوا . فقال عنبسة بن سعيد : والله ، إن سمعت كاليوم قط . فقلت : ترد علي حديثي يا عنبسة ؟ فقال : لا ولكن جئت بالحديث على وجهه ، والله ، لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية