16805  ( وأخبرنا ) أبو زكريا بن أبي إسحاق  ، وأبو بكر بن الحسن  قالا : ثنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، أنبأ  محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، أنبأ ابن وهب  ، أخبرني  عبد الرحمن بن شريح  ،  وابن لهيعة  ،  والليث بن سعد  ، عن خالد بن يزيد  ، عن ثابت بن يزيد الخولاني  أخبره : أنه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق ، فنهيته عنها فلم ينته ، فقدمت المدينة  فلقيت  ابن عباس  فسألته ، عن الخمر وثمنها ، فقال : هي حرام ، وثمنها حرام . ثم قال : يا معشر أمة محمد   - صلى الله عليه وسلم - إنه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبي بعد نبيكم لأنزل فيكم كما أنزل في من قبلكم ، ولا أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة ، ولعمري لهو أشد عليكم  . قال ثابت   : ثم لقيت عبد الله بن عمر  فسألته عن ثمن الخمر  فقال : سأخبرك عن الخمر ، إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ، ثم قال : من كان عنده من هذه الخمر شيء فليأت بها . فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم : عندي راوية ، ويقول الآخر : عندي زق ، أو ما شاء الله أن يكون عنده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني " . ففعلوا ثم أتوه ، فقام وقمت معه ، فمشيت عن يمينه وهو متكئ علي ، فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه فأخرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلني عن شماله ، وجعل أبا بكر  رضي الله عنه مكاني ، ثم لحقنا عمر  رضي الله عنه فأخرني ، وجعله عن يساره ، فمشى بينهما ، حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس : " أتعرفون هذه ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ؛ هذه الخمر . فقال : " صدقتم " . قال : " فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها " . ثم دعا بسكين فقال : " اشحذوها " . ففعلوا ثم أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرق بها الزقاق ، فقال الناس : إن في هذه الزقاق منفعة . قال : " أجل ، ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز وجل ؛ لما فيها من سخطه " . قال عمر  رضي الله عنه : أنا أكفيك يا رسول الله . قال : " لا "  . قال ابن وهب   : وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث . 
قال : وأخبرني  ابن لهيعة  أن أبا طعمة  حدثه أنه سمع  عبد الله بن عمر بن الخطاب  رضي الله عنهما يحدث بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . 
				
						
						
