1323 - ذكر   أويس القرني  ومواعظه وشهادة   أويس القرني  في عسكر  علي     - رضي الله عنه - .  
 3438     - أخبرني  الحسن بن حليم المروزي  ، ثنا  أبو الموجه  ، أنبأ  عبدان  ، أنبأ   عبد الله بن المبارك  ، أنبأ   جعفر بن سليمان  ، عن  الجريري  ، عن   أبي نضرة العبدي  ،  عن  أسير بن جابر  قال : قال لي صاحب لي وأنا  بالكوفة      : هل لك في رجل تنظر إليه ؟ قلت : نعم ، قال : هذه مدرجته وإنه   أويس القرني  وأظنه أنه سيمر الآن ، قال : فجلسنا له فمر ، فإذا رجل عليه سمل قطيفة ، قال : والناس يطئون عقبه ، قال : وهو يقبل فيغلظ لهم ويكلمهم في ذلك فلا ينتهون عنه ، فمضينا مع الناس حتى دخل مسجد  الكوفة   ودخلنا معه فتنحى إلى سارية فصلى ركعتين ، ثم أقبل إلينا بوجهه ، فقال : يا أيها الناس ، ما لي ولكم تطئون عقبي في كل سكة وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم لا تفعلوا رحمكم الله ،      [ ص: 114 ] من كانت له إلي حاجة فليلقني هاهنا ، قال : وكان   عمر بن الخطاب     - رضي الله عنه - سأل وفدا قدموا عليه : هل سقط إليكم رجل من  قرن   من أمره كيت وكيت ؟ فقال الرجل  لأويس     : ذكرك أمير المؤمنين ولم يذكر ذلك ، كما يقال : ما كان ذلك من ذكره ما أتبلغ إليكم به ، قال : وكان  أويس  أخذ على الرجل عهدا وميثاقا أن لا يحدث به غيره ، قال : ثم قال  أويس     : " إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ، ومؤمن لم يتفقه ، ومنافق . وذلك في الدنيا مثل الغيث ينزل من السماء إلى الأرض ، فيصيب الشجرة المورقة المونعة المثمرة ، فيزيد ورقها حسنا ويزيدها إيناعا ، وكذلك يزيد ثمرها طيبا ، ويصيب الشجرة المورقة المونعة التي ليس لها ثمرة فيزيدها إيناقا ويزيدها ورقا حسنا وتكون لها ثمرة فتلحق بأختها ، ويصيب الهشيم من الشجر فيحطمه فيذهب به .  
قال : ثم قرأ الآية : (  وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا       ) لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، فقضاء الله الذي قضى شفاء ورحمة (  للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا      ) اللهم ارزقني شهادة تسبق كسرتها أذاها وأمنها فزعها توجب الحياة والرزق . ثم سكت . قال أسير : فقال لي صاحبي : كيف رأيت الرجل ؟ قلت : ما ازددت فيه إلا رغبة وما أنا بالذي أفارقه فلزمنا فلم نلبث إلا يسيرا حتى  ضرب  على الناس بعث أمير المؤمنين  علي     - رضي الله عنه - فخرج صاحب القطيفة  أويس  فيه وخرجنا معه فيه وكنا نسير معه وننزل معه حتى نزلنا بحضرة العدو     .  
				
						
						
