باب .
( 154 ) حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف ، ثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني حيوة بن شريح ، عن ، عن عقيل بن خالد ، حدثني ابن شهاب عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، كعب بن الأشرف اليهودي ، كان شاعرا وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ويحرض [ ص: 77 ] عليهم كفار أن قريش في شعره ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وهي أخلاط ، منهم المسلمون الذين يجمعهم دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ، ومنهم اليهود ، ومنهم أهل الحلقة والحصون ، وهم حلفاء الحيين الأوس والخزرج ، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم استصلاحهم وموادعتهم ، وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشركا ، والرجل يكون مسلما وأخوه مشركا ، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الأذى ، وأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ، ففيهم أنزل الله - تعالى - : ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ، إلى قوله من عزم الأمور ، وفيهم أنزل الله - تعالى - : ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا ، إلى قوله حتى يأتي الله بأمره ، فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذى المسلمين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ثم الحارثي ، وأبا عيسى بن حبر الأنصاري ، والحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط فأتوه عشية في مجلسه بالعوالي ، فلما رآهم كعب بن الأشرف أنكر شأنهم ، وكان يذعر منهم ، وقال لهم : ما جاء بكم ؟ ، قالوا : جاء بنا حاجة إليك ، قال : فليدن إلي بعضكم ليحدثني بها ، فدنا إليه بعضهم ، فقال : قد جئناك لنبيعك أدراعا لنا لنستنفق أثمانها ، فقال : والله لئن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل بكم هذا الرجل ، فواعدهم أن يأتوه عشاء حين يهدي عنه الناس ، فجاءوه فناداه رجل منهم ، فقام ليخرج إليهم ، فقالت امرأته : ما طرقوك ساعتهم هذه بشيء مما تحب ، قال : بلى ، إنهم قد حدثوني حديثهم ، فخرج إليهم ، فاعتنقه محمد بن مسلمة ، وقال لأصحابه : [ ص: 78 ] لا يسبقكم وإن قتلتموني وإياه جميعا ، فطعنه بعضهم بالسيف في خاصرته ، فلما قتلوه فزعت اليهود ، ومن كان معهم من المشركين ، فغدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحوا ، فقالوا : قد طرق صاحبنا الليلة ، وهو سيد من ساداتنا ، فقتل غيلة ، فذكر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول في أشعاره ويؤذيهم به ، فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة فيها جامع أمر الناس ، فكتبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .