(  566  ) حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني  ، ثنا أبي ، ثنا  ابن لهيعة  ، عن أبي الأسود  ، عن  عروة بن الزبير  ، قال : وكان أول من بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم العقبة    أبو الهيثم بن التيهان ،  وقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا - والحبال : الحلف والمواثيق - فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس فيك ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله وقال : " الدم الدم ، الهدم الهدم " ، فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله أقبل على قومه ، فقال : يا قوم هذا رسول الله - صلى الله  [ ص: 251 ] عليه وسلم - ، أشهد أنه لصادق ، وإنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته ، فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة ، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد ، فادعوه إلى أرضكم ، فإنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقا ، وإن خفتم خذلانا فمن الآن ، فقال عبد الله   : قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا ، وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم  وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلنبايعه ، فقال أبو الهيثم   : أنا أول من بايع ، ثم تبايعوا كلهم ، وصاح الشيطان من رأس الجبل فقال : يا معشر قريش  هذه الخزرج ،  والأوس  تحالف محمدا  على قتالكم ، ففزعوا عند ذلك وراعهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يرعكم هذا الصوت ، فإنما هو عدو الله إبليس ، ليس يسمعه أحد ممن تخافون " ، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرخ بالشيطان فقال : " يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك  " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					