الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            16448 - وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : أقحمت السنة نابغة بني جعدة ، فأتى عبد الله بن الزبير وهو جالس بالمدينة فأنشأ يقول :

                                                                                            حكيت لنا الصديق لما وليتنا وعثمان والفاروق فارتاح معدم     وسويت بين الناس بالحق فاستووا
                                                                                            فعاد صباحا حالك الليل مظلم     أتاك أبو ليلى تحول به الدجى
                                                                                            دجى الليل جواب الفلاة عتمتم     لتجبر منه جانبا زعزعت به
                                                                                            صروف الليالي والزمان المصمصم

                                                                                            فقال ابن الزبير : إليك يا أبا ليلى ، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا ، أما صفوة مالنا فلآل الزبير ، وأما عيونه فإن بني أسد يشغلها عنك وتميما ، ولكن لك في مال الله حقان : حق لرؤيتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحق لشركتك أهل الإسلام في الإسلام ، ثم أمر به فأدخل دار النعم ، وأمر له بقلائص سبع ، وحمل وخيل ، وأوقر له الركاب برا وتمرا ، فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحب صرفا ، فقال ابن الزبير : ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد ، فقال النابغة : أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما وليت قريش فعدلت ، واسترحمت فرحمت ، وعاهدت فوفت ، ووعدت فأنجزت ، إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين " . رواه الطبراني ، وفيه راو لم أعرفه ، ورجال مختلف فيهم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية