الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18369 وعن جابر بن عبد الله قال : بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرا ، ثم شددت عليه رحلي ، ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت عليه بالشام ، فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب ، فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم . فخرج يطأ ثوبه ، فاعتنقني واعتنقته ، فقلت : حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال : الناس يوم القيامة - حفاة عراة ، غرلا بهما " .

                                                                                            قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : " ليس معهم شيء ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الديان ، أنا الملك ، [ ص: 346 ] لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق ، حتى أقصه منه حتى اللطمة " . قال : قلنا : كيف وإنما نأتي عراة ، غرلا ، بهما ؟ ! قال : " الحسنات والسيئات "
                                                                                            . رواه أحمد ، ورجاله وثقوا ، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ، إلا أنه قال : بمصر . قلت : وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب ، وحديث المقداد بن الأسود في باب جامع البعث قبل هذا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية