الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            17349 وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال : " نعم " ، وإذا أراد أن لا يفعل شيئا سكت ، وكان لا يقول لشيء : لا ، فأتاه أعرابي فسأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، ثم سأله فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - كهيئة المنتهر : " سل ما شئت يا أعرابي " . فغبطناه فقلنا : الآن يسأل الجنة ، فقال [ له ] الأعرابي : أسألك راحلة ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : " لك ذلك " .

                                                                                            ثم قال له : " سل " ، قال : أسألك زادا ، قال : " لك ذلك " ، قال : فتعجبنا من ذلك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل ! " . ثم قال : " إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه ، فصرفت وجوه الدواب فرجعت ، قال موسى : ما لي يا رب ؟ قال له : إنك عند قبر يوسف ، فاحتمل عظامه معك ، وقد استوى القبر بالأرض ، فجعل موسى لا يدري أين هو ، قالوا : إن كان أحد منكم يعلم أين هو ، فعجوز بني إسرائيل لعلها تعلم أين هو ، فأرسل إليها موسى - عليه السلام - قال : هل تعلمين أين قبر يوسف - صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم . قال : فدليني عليه ، قالت : لا والله ، حتى تعطيني ما أسألك ، قال : ذلك لك ، قالت : فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة ، قال : سلي الجنة ، قالت : لا والله ، إلا أن أكون معك ، فجعل موسى يرادها ، فأوحى الله - تبارك وتعالى - إليه : أن أعطها ذلك ; فإنه لا ينقصك شيئا ، فأعطاها ودلته على القبر ، فأخرج العظام ، وجاوز البحر
                                                                                            " . رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه من لم أعرفهم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية