الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            17751 وعن أبي البختري عن علي قال : قال عمر للناس : ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال ؟ فقال الناس : يا أمير المؤمنين ، قد شغلناك عن أهلك ، وضيعتك ، وتجارتك ; فهو لك ، فقال لي : ما تقول أنت ؟ فقلت : قد أشاروا عليك ، فقال لي : قل . فقلت : لم تجعل يقينك ظنا ، فقال : لتخرجن مما قلت ، فقلت : أجل والله لأخرجن مما قلت ، أتذكر حين بعثك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ساعيا فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته ، فكان بينكما شيء ، فقلت لي : انطلق معي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه خاثرا فرجعنا ، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس ، فأخبرته بالذي صنع فقال لك : " أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه ؟ " . وذكرنا له الذي من خثوره في اليوم الأول ، والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني فقال : " إنكما أتيتما في اليوم الأول ، وقد بقي عندي من الصدقة ديناران ، فكان ذلك الذي رأيتما من خثوري له ، وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما فذلك الذي رأيتما من طيب نفسي " . فقال عمر : صدقت والله ، لأشكرن لك الدنيا والآخرة . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، إلا أن أبا البختري لم يسمع من علي ولا عمر ; فهو مرسل صحيح .

                                                                                            وكذلك أبو يعلى ، وزاد فيه فقلت : لم تجعل يقينك ظنا ، وعلمك جهلا ؟ فقال : لتخرجن مما قلت ، أو لأعاقبنك ، وقال : لأشكرن لك الدنيا والآخرة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، لم تعجل العقوبة وتؤخر الشكر .

                                                                                            وكذلك رواه البزار ، إلا أنه قال : " إنكما أتيتماني وعندي دنانير قد قسمتها وبقيت منها سبعة " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية