18246 وعن  علي بن أبي طالب  قال : خرجت في غداة شاتية جائعا ، وقد أوبقني البرد ، فأخذت ثوبا من صوف قد كان عندنا ، ثم أدخلته في عنقي ، وحزمته على صدري أستدفئ به ، والله ، ما في بيتي شيء آكل منه ، ولا كان في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء يبلغني ; فخرجت في بعض نواحي المدينة  ، فانطلقت إلى يهودي في حائط ، فاطلعت عليه من ثغرة جداره ، فقال : ما لك يا أعرابي ؟ هل لك في دلو بتمرة ؟ قلت : نعم . افتح لي الحائط ، ففتح لي فدخلت ، فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة ، حتى ملأت كفي . قلت : حسبي منك الآن ، فأكلتهن ، ثم جرعت من الماء ، ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلست إليه في المسجد ، وهو في عصابة من أصحابه ، فطلع علينا  مصعب بن عمير  في بردة له مرقوعة بفروة ، وكان أنعم غلام بمكة  ، وأرفهه عيشا ، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما كان فيه من النعيم ، ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بحفنة من خبز ولحم ، وريح عليه بأخرى ، وغدا في حلة وراح في أخرى ، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة  ؟   " . قلنا : بل نحن يومئذ خير ; نتفرغ للعبادة . قال : " بل أنتم اليوم خير "  . قلت : روى الترمذي  بعضه . رواه أبو يعلى  ، وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . 
				
						
						
