الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 377 ] باب الحجر للفساد

                                                                                                        ( قال أبو حنيفة رحمه الله : لا يحجر على الحر البالغ العاقل السفيه وتصرفه في ماله جائز وإن كان مبذرا مفسدا يتلف ماله فيما لا غرض له فيه ولا مصلحة ، وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما اللهوهو قول الشافعي رحمه الله : يحجر على السفيه ويمنع من التصرف في ماله ) ; لأنه مبذر ماله بصرفه لا على الوجه الذي يقتضيه العاقل فيحجر عليه نظرا له اعتبارا بالصبي بل أولى ; لأن الثابت في حق الصبي احتمال التبذير وفي حقه حقيقته ولهذا منع عنه المال ثم هو لا يفيد بدون الحجر ; لأنه يتلف بلسانه ما منع من يده ، ولأبي حنيفة رحمه الله : أنه مخاطب عاقل ، فلا يحجر عليه اعتبارا بالرشيد وهذا ; لأن في سلب ولايته إهدار آدميته وإلحاقه بالبهائم وهو أشد ضررا من التبذير ، فلا يتحمل الأعلى لدفع الأدنى ، حتى لو كان في الحجر دفع ضرر عام كالحجر على المتطبب الجاهل ، والمفتي الماجن والمكاري المفلس جاز فيما يروى عنه إذ هو دفع ضرر الأعلى بالأدنى ، ولا يصح القياس على منع المال ; لأن الحجر أبلغ منه في العقوبة ولا على الصبي ; لأنه عاجز عن النظر لنفسه وهذا قادر عليه ، نظر له الشرع مرة بإعطاء آلة القدرة والجري على خلافه لسوء اختياره ومنع المال مفيد ; لأن غالب السفه في الهبات والتبرعات والصدقات وذلك يقف على اليد .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        باب الحجر للفساد




                                                                                                        الخدمات العلمية