وقد كان وأرباب القلوب كان الإمام أهل الورع من علماء الظاهر مقرين بفضل علماء الباطن يجلس بين يدي الشافعي رضي الله عنه شيبان الراعي كما يقعد الصبي في المكتب ويسأله كيف يفعل في كذا وكذا فيقال له مثلك يسأل هذا البدوي فيقول : إن هذا وفق لما أغفلناه .
وكان ويحيى أحمد بن حنبل رضي الله عنه بن معين يختلفان إلى معروف الكرخي ولم يكن في علم الظاهر بمنزلتهما وكانا يسألانه وكيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له كيف : نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده في كتاب ولا سنة فقال صلى الله عليه وسلم سلوا الصالحين واجعلوه شورى بينهم ولذلك والملك قيل علماء الظاهر زينة الأرض وعلماء الباطن زينة السماء والملكوت .
وقال الجنيد رحمه الله قال لي السري شيخي يوما إذا قمت من عندي فمن تجالس قلت المحاسبي فقال نعم ، خذ من علمه وأدبه ودع عنك تشقيقه الكلام ورده على المتكلمين ثم لما وليت سمعته يقول : جعلك الله صاحب حديث صوفيا ولا جعلك صوفيا صاحب حديث أشار إلى أن من حصل الحديث والعلم ثم تصوف أفلح ومن تصوف قبل العلم خاطر بنفسه .