الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      أصل (الشرح) : الفتح، فشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم هو ما جعل فيه من النور واليقين، وقيل: هو ما جاء في الخبر من شق بطن النبي صلى الله عليه وسلم، وغسل قلبه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ووضعنا عنك وزرك أي: حططنا عنك ثقل آثام الجاهلية.

                                                                                                                                                                                                                                      الذي أنقض ظهرك أي: أثقله حتى سمع نقيضه; أي: صوته.

                                                                                                                                                                                                                                      ورفعنا لك ذكرك أي: جعله عز وجل مع ذكره في الأذان وغيره، روي معناه عن الحسن، ومجاهد، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا : روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يغلب عسر يسرين"، ومعنى ذلك: أن {العسر} الثاني هو الأول، فهو مكرر; [ ص: 126 ] لأنهما معرفتان، و (اليسر) منكر، ففي تثنيته الفائدة، فالثاني غير الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: إن مع العسر يسرا الساعة، إن مع العسر يسرا في المستقبل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإذا فرغت فانصب : قال ابن عباس: إذا فرغت من فرضك; فانصب إلى عبادة ربك.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: إذا فرغت من غزوك وجهادك; فتعبد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن مسعود: فانصب في قيام الليل، فهو على هذا ندب، أو مخصوص للنبي عليه الصلاة والسلام، أو منسوخ.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: إذا فرغت من أمور دنياك; فانصب; أي: فصل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإلى ربك فارغب أي: فارغب في أمور دنياك وأخراك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية