الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1679 [ 751 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار أن رجلا من سعد بن ليث أجرى فرسا فوطئ على أصبع رجل من جهينة فنزى فيها فمات، فقال عمر - رضي الله عنه - للذين ادعي عليهم: تحلفون خمسين يمينا ما مات منها، فأبوا وتحرجوا من الأيمان، فقال للآخرين: احلفوا أنتم فأبوا .

التالي السابق


الشرح

أبو ليلى : هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل بن حثمة [ ص: 485 ] الأنصاري الحارثي.

سمع: سهل بن أبي حثمة.

وروى عنه: مالك. وعن محمد بن إسحاق أن أبا ليلى هو عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أبي حثمة.

وروى الحديث بعضهم عن مالك فقال: عن ابن أبي ليلى عبد الله بن سهل .

وحويصة ومحيصة المذكوران في متن الخبر ابنا مسعود الأنصاري الحارثي، ولمحيصة رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

روت عنه: ابنته، وابنه سعد.

والياء من محيصة تشدد وتخفف، وفتح بعضهم الميم وكسر الحاء فقال: محيصة وعد ذلك وهما.

وعبد الرحمن: هو ابن سهل الأنصاري، مذكور في الصحابة وله رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وغزا في زمان عثمان - رضي الله عنه - في ناحية الشام.

روى عنه: سهل بن أبي حثمة .

وحديث مالك عن أبي ليلى مودع في الموطأ ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن إسحاق بن منصور عن بشر بن عمر، بروايتهما عن مالك.

[ ص: 486 ] وحديث بشير بن يسار عن سهل أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب الثقفي، وهو معاد في المسند بتمام قصة القسامة، واختصره الشافعي من الروايتين وعرضه في موضع الاختصار للاحتجاج بها على أن اليمين قد يحول ويرد ممن توجهت عليه إلى غيره، ولا يحكم بالنكول فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالأنصار وعرض عليهم، فلما امتنعوا ردها على اليهود، وعرض عمر - رضي الله عنه - اليمين على الليثيين يبرئون بها فلما أبوا حولها إلى الجهنيين، ويروى عن نافع عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رد اليمين على طالب الحق .

وعن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما قالا برد اليمين.

وقوله: "فنزى فيها" أي سال دمه حتى مات، ورواه بعضهم "فنزف" بالفاء وهو قريب.

وأما ما يتعلق بالحديث من القسامة فسيأتي من بعد إن شاء الله تعالى .




الخدمات العلمية