الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قال الرافعي في الشرح وتبعه في الروضة في باب الردة : في كتب أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة اعتناء تام بتفصيل الأقوال والأفعال المقتضية للكفر ، وأكثرها مما يقتضي إطلاق أصحابنا الموافقة عليه ، فنذكر ما يحضرنا في كتبهم ، ثم سردها الرافعي وتبعه في الروضة ، وتعقبا جملة منها ، ثم قال الرافعي ، وتبعه في الروضة بعد الفراغ من سردها : وهذه الصور تتبعوا فيها الألفاظ الواقعة من كلام الناس ، وأجابوا فيها اتفاقا واختلافا بما ذكر ، ومذهبنا يقتضي موافقتهم في بعضها ، وفي بعضها يشترط وقوع اللفظ في معرض الاستهزاء ، وقد بين ذلك ، فهذا من الشيخين صريح فيما قررناه من الفتوى ، بما نص عليه في المذاهب بقية الأئمة فيما لا نص فيه عندنا ، ولا في قواعد مذهبنا ما ينفيه .
ثم قال النووي في الروضة : من زوائده عقب ذلك . قلت : قد ذكر القاضي عياض في آخر كتاب الشفا جملة من الألفاظ المكفرة غير ما سبق نقلها عن الأئمة ، أكثرها مجمع عليه ، ولخص ما في الشفا من ذلك ، فهذا من النووي عين ما جنحنا إليه ، بل هو نص صريح في مسألتنا هذه بعينها .
وقال في الروضة تبعا للرافعي فيما نقله عن كتب أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة واختلفوا فيمن nindex.php?page=treesubj&link=28672_26738قال : رؤيتي إليك كرؤية ملك الموت ، وأكثرهم على أنه لا يكفر. زاد النووي قلت : الصواب إنه لا يكفر ، وهذه إحدى الصور التي ساقها القاضي عياض في الفصل الخامس ، فإذا كان فيها قول بالتكفير فلا أقل من التعزير إذا لم يكفر .