فصل
وسئل شيخ الإسلام ، والحافظ قاضي القضاة
شهاب الدين بن حجر بما نصه : ما قول أئمة الدين في هذه
nindex.php?page=treesubj&link=29261_29265_32457الموالد التي يصنعها الناس محبة في النبي صلى الله عليه وسلم ؟ غير أن بعض الوعاظ يذكرون في مجالسهم الحفلة المشتملة على الخاص والعام من الرجال والنساء مجريات هي مخلة بكمال التعظيم ، حتى يظهر من السامعين لها حزن ورقة ، فيبقى في حيز من يرحم لا في حيز من يعظم ، من ذلك أنهم يقولون : إن المراضع حضرن ولم يأخذنه ؛ لعدم ماله إلا
حليمة رغبت في رضاعه شفقة عليه ، ويقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرعى غنما وينشدون :
بأغنامه سار الحبيب إلى المرعى فيا حبذا راع فؤادي له يرعى
.
وفيه : فما أحسن الأغنام وهو يسوقها . وكثير من هذا المعنى المخل بالتعظيم فما قولكم في ذلك ؟ .
فأجاب بما نصه : ينبغي لمن يكون فطنا أن يحذف من الخبر ما يوهم في المخبر عنه نقصا ، ولا يضره ذلك ، بل يجب - هذا جوابه بحروفه .
فَصْلٌ
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ، وَالْحَافِظُ قَاضِي الْقُضَاةِ
شهاب الدين بن حجر بِمَا نَصُّهُ : مَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الدِّينِ فِي هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29261_29265_32457الْمَوَالِدِ الَّتِي يَصْنَعُهَا النَّاسُ مَحَبَّةً فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ الْوُعَّاظِ يَذْكُرُونَ فِي مَجَالِسِهِمُ الْحَفْلَةَ الْمُشْتَمِلَةَ عَلَى الْخَاصِّ وَالْعَامِّ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مُجْرَيَاتٍ هِيَ مُخِلَّةٌ بِكَمَالِ التَّعْظِيمِ ، حَتَّى يَظْهَرَ مِنَ السَّامِعِينَ لَهَا حُزْنٌ وَرِقَّةٌ ، فَيَبْقَى فِي حَيِّزِ مَنْ يُرْحَمُ لَا فِي حَيِّزِ مَنْ يُعَظَّمُ ، مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ الْمَرَاضِعَ حَضَرْنَ وَلَمْ يَأْخُذْنَهُ ؛ لِعَدَمِ مَالِهِ إِلَّا
حليمة رَغِبَتْ فِي رَضَاعِهِ شَفَقَةً عَلَيْهِ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْعَى غَنَمًا وَيُنْشِدُونَ :
بِأَغْنَامِهِ سَارَ الْحَبِيبُ إِلَى الْمَرْعَى فَيَا حَبَّذَا رَاعٍ فُؤَادِي لَهُ يَرْعَى
.
وَفِيهِ : فَمَا أَحْسَنَ الْأَغْنَامَ وَهُوَ يَسُوقُهَا . وَكَثِيرٌ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الْمُخِلِّ بِالتَّعْظِيمِ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي ذَلِكَ ؟ .
فَأَجَابَ بِمَا نَصُّهُ : يَنْبَغِي لِمَنْ يَكُونُ فَطِنًا أَنْ يَحْذِفَ مِنَ الْخَبَرِ مَا يُوهِمُ فِي الْمُخْبَرِ عَنْهُ نَقْصًا ، وَلَا يَضُرُّهُ ذَلِكَ ، بَلْ يَجِبُ - هَذَا جَوَابُهُ بِحُرُوفِهِ .