الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3408 [ 1409 ] وعن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 5 و 54 - 55)، والبخاري (2554)، ومسلم (1829)، والترمذي (1705)، وأبو داود (2928).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "، قد تقدم أن الراعي هو الحافظ للشيء المراعي لمصالحه، وكل من ذكر في هذا الحديث قد كلف ضبط ما أسند إليه من رعيته واؤتمن عليه، فيجب عليه أن يجتهد في ذلك وينصح ولا يفرط في شيء من ذلك، فإن وفى ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر [ ص: 28 ] والأجر الأكبر، وإن كان غير ذلك طالبه كل واحد من رعيته بحقه فكثر مطالبوه وناقشه محاسبوه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " ما من أمير عشرة فما فوقهم إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا؛ فإما أن يفكه العدل، أو يوبقه الجور "، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: " من استرعي رعية فلم يجتهد لهم ولم ينصح لم يدخل معهم الجنة ".




                                                                                              الخدمات العلمية