الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2674 [ 1537 ] وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر، ولولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم".

                                                                                              رواه البخاري (3330)، ومسلم (1470) (63). [ ص: 223 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 223 ] و (قوله: لولا حواء لم تخن أنثى زوجها ) يعني: أنها أمهن فأشبهنها بالولادة، ونزع العرق؛ لما جرى في قصة الشجرة مع إبليس، فإنه أغواها من قبل آدم ، حتى أكلت من الشجرة، ثم إنها أتت آدم فزينت له ذلك، حتى حملته على أن أكل منها.

                                                                                              و (قوله: ولولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ) يقال: خنز اللحم - بفتح النون في الماضي، وقد تكسر - خنزا وخنوزا: إذا تغير. ومثله: خزن - بكسر الزاي - يخزن خزنا وخزنا. قال طرفة:


                                                                                              نحن لا يخزن فينا لحمها إنما يخزن لحم المدخر



                                                                                              ويروى: يخنز. ويعني به: أنه لما أنزل الله تعالى على بني إسرائيل المن والسلوى، كان المن يسقط عليهم في مجالسهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كسقوط الثلج، فيؤخذ منه بقدر ما يغني ذلك اليوم، إلا يوم الجمعة فيأخذون منه للجمعة والسبت، فإن تعدوا إلى أكثر من ذلك فسد ما ادخروا، ففسد عليهم، فكان ادخارهم فسادا للأطعمة عليهم وعلى غيرهم، والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية