الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2950 [ 1667 ] وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتخذ كلبا ليس بكلب صيد ولا غنم، نقص من عمله كل يوم قيراط".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 425 )، والبخاري (2321)، ومسلم (1575) (60)، وأبو داود (2844)، والترمذي (1490)، والنسائي ( 7 \ 189 ).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: من اقتنى كلبا ليس كلب صيد ولا ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان ) وفي أخرى: (من عمله كل يوم قيراط). اقتنى، واتخذ، واكتسب: كلها بمعنى واحد.

                                                                                              واختلف في معنى قوله: ( نقص من عمله كل يوم قيراطان ) وأقرب ما قيل في ذلك قولان:

                                                                                              أحدهما: أن جميع ما عمله من عمل ينقص؛ لمن اتخذ ما نهي عنه من الكلاب بإزاء كل يوم يمسكه فيه جزآن من أجزاء ذلك العمل. وقيل: من عمل [ ص: 452 ] ذلك اليوم الذي يمسكه فيه، وذلك لترويع الكلب للمسلمين، وتشويشه عليهم بنباحه، ومنع الملائكة من دخول البيت. ولنجاسته على ما يراه الشافعي .

                                                                                              الثاني: أن يحبط من عمله كله عملان، أو من عمل يوم إمساكه - على ما تقدم - عقوبة له على ما اقتحم من النهي، والله تعالى أعلم.

                                                                                              والقيراط: مثل لمقدار الله أعلم به، وإن كان قد جرى العرف في بلاد يعرف فيها القيراط، فإنه جزء من أربعة وعشرين جزءا. ولم يكن هذا اللفظ غالبا عند العرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (تفتح عليكم أرض يذكر فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا) يعني بذلك مصر ، والله أعلم. وجاء في إحدى الروايتين: (قيراطان). وفي أخرى: (قيراط). وذلك يحتمل أن يكون في نوعين من الكلاب. أحدهما أشد أذى من الآخر، كالأسود المتقدم الذكر. ويحتمل أن يكون ذلك باختلاف المواضع، فيكون ممسكه بالمدينة مثلا، أو بمكة ينقصه قيراطان، وبغيرهما قيراط، والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية