الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال سمعت القاسم بن محمد يقول كانت عند عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار فولدت له عاصم بن عمر ثم إنه فارقها فجاء عمر قباء فوجد ابنه عاصما يلعب بفناء المسجد فأخذ بعضده فوضعه بين يديه على الدابة فأدركته جدة الغلام فنازعته إياه حتى أتيا أبا بكر الصديق فقال عمر ابني وقالت المرأة ابني فقال أبو بكر خل بينها وبينه قال فما راجعه عمر الكلام قال وسمعت مالك يقول وهذا الأمر الذي آخذ به في ذلك

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1498 1452 - ( مالك ، عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( أنه قال : سمعت القاسم بن محمد ) بن أبي بكر ( يقول : كانت عند عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار ) هي جميلة ، بفتح الجيم وكسر الميم ، بنت ثابت بن أبي الأقلح بالقاف واللام والمهملة ، الأنصارية أخت عاصم ، كان اسمها عاصية فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جميلة ، تزوجها عمر سنة سبع ( فولدت له عاصم بن عمر بن الخطاب ) ولد في الحياة النبوية ، ومات صلى الله عليه وسلم وله سنتان ، قاله كله في الاستيعاب . وقال أبو أحمد العسكري : ولد في السادسة فعليه يكون عمر تزوج أمه قبل ذلك . وذكر الزبير بن بكار أن عمر زوجه وأنفق عليه شهرا ثم قال : حسبك ، وكان من أحسن الناس خلقا . قال ابن سيرين عن رجل حدثه : ما رأيت أحدا إلا ولا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد إلا عاصم بن عمر ، وقال أخوه عبد الله : ( أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس ، وكان طويلا جسيما حتى أن ذراعه يزيد على نحو شبرين ، وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه ثم إنه فارقها ) فتزوجها يزيد بن جارية ، بالجيم ، فولدت له عبد الرحمن ( فجاء عمر قباء ) بضم القاف والمد ، مذكر ( فوجد ابنه عاصما يلعب بفناء المسجد ) أي مسجد قباء ، وهو ابن أربع سنين كما عند ابن عبد البر ، وفي تاريخ البخاري : ابن ست سنين ( فأخذ بعضده فوضعه بين يديه على الدابة فأدركته جدة الغلام ) لأمه الشموس ، بفتح الشين المعجمة وضم الميم وسكون الواو وسين مهملة ، بنت أبي عامر بن صيفي الأنصارية ، من بني عمرو بن عوف من أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم من نساء الأنصار هي وبنتها ( فنازعته إياه ) طلبت أخذه منه فامتنع ( حتى أتيا أبا بكر الصديق ) وهو خليفة ( فقال عمر : ابني ) فأنا أحق به ( وقالت المرأة : ابني ) فأنا أحق به لأن النساء أعلم بمصالح الصبيان من الرجال . ( فقال أبو بكر الصديق : خل بينها وبينه فما راجعه عمر الكلام ) وخلى بينهما انقيادا للحق ، ومات عاصم بالربذة سنة سبعين عند [ ص: 129 ] الواقدي ومن تبعه وقبل سنة ثلاث وسبعين . ( مالك : وهذا الأمر الذي آخذ به في ذلك ) وهو أن الجدة للأم مقدمة في الحضانة على الأب .




                                                                                                          الخدمات العلمية