الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( وأما ) النوع الثاني وهو المهايئات بالزمان فهو أن يتهايآ في بيت صغير على أن يسكنه هذا يوما ، وهذا يوما ، أو في عبد واحد على أن يخدم هذا يوما وهذا يوما ، وهذا جائز ; لقوله تبارك وتعالى { قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } أخبر سبحانه وتعالى عن نبيه سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام المهايئات في الشرب ، ولم ينكره سبحانه وتعالى ، والحكيم إذا حكى عن منكر غيره ، فدل على جواز المهايئات بالزمان بظاهر النص ، وثبت جواز النوع الآخر من طريق الدلالة ; لأنها أشبه بالمقاسمة من النوع الأول ; ولأن جواز المهايئات بالزمان لمكان حاجات الناس ، وحاجتهم إلى المهايئات بالمكان أشد ; لأن الأعيان كلها في احتمال المهايئات بالزمان شرع ، سواء من الأعيان ما لا يحتمل المهايئات بالمكان كالعبد والبيت الصغير ونحوهما ، فلما جازت تلك فلأن تجوز هذه أولى ، والله - تعالى - أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية