الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  721 142 - حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك، قال: بينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك، ونكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل له الصف، فظن أنه يريد الخروج، وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فأشار إليهم أتموا صلاتكم، فأرخى الستر وتوفي من آخر ذلك اليوم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ، مطابقته للترجمة: من حيث إن الصحابة لما كشف صلى الله عليه وسلم الستر التفتوا إليه؛ وذلك لأن الحجرة كانت عن يسار القبلة، فالناظر إلى إشارة من هو فيها يحتاج إلى أن يلتفت، ولولا التفاتهم ما رأوا إشارته، فصدق عليه الجزء الثاني من الترجمة.

                                                                                                                                                                                  ورجاله قد ذكروا غير مرة، ويحيى بن بكير بضم الباء الموحدة هو: يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري، والليث هو: ابن سعد المصري، وعقيل بضم العين هو: ابن خالد الأيلي، وابن شهاب هو: محمد بن مسلم الزهري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في المغازي أيضا عن سعيد بن عفير، عن الليث به، وقد مر الكلام مستوفيا في هذا الحديث في باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لم يفجأهم" هو عامل في قوله: "بينما" قوله: "كشف" حال بتقدير قد، وكذا قوله: "نظر إليهم" قوله: "وهم صفوف" جملة اسمية حالية. قوله: "يضحك" حال مؤكدة، أي: غير منتقلة، ومثلها لا يلزم أن تكون مقررة لمضمون جملة، ويجوز أن تكون حالا مقدرة. قوله: "ونكص" أي: ورجع. قوله: "ليصل له" من الوصول لا من الوصل، والصف منصوب بنزع الخافض، أي: إلى الصف. قوله: "فظن" بالفاء السببية، أي: نكص بسبب ظنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الخروج إلى المسجد. قوله: "وهم المسلمون" أي: قصدوا أن يفتتنوا، أي: يقعوا في الفتنة، أي: في فساد صلاتهم وذهابها فرحا بصحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرورا برؤيته. قوله: "وتوفي من آخر ذلك اليوم" ويروى فتوفي بالفاء، وفي رواية هناك "وتوفي من يومه" وقال ابن سعد: توفي حين زاغت الشمس، فإن قلت: كيف يلتئم هذا؟ قلت: قال الداودي: معناه من بعد أن رأوه؛ لأنه توفي قبل انتصاف النهار.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية