الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ( 45 ) ) .

[ ص: 228 ] قوله تعالى : ( فكأين ) : يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه " أهلكناها " وأن يكون في موضع رفع بالابتداء .

( أهلكناها ) : وأهلكتها سواء في المعنى .

و ( بئر ) : معطوفة على قرية .

قال تعالى : ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ( 46 ) ) .

قوله تعالى : ( فإنها ) : الضمير للقصة ، والجملة بعدها مفسرة لها .

و ( التي في الصدور ) : صفة مؤكدة .

قال تعالى : ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ( 51 ) ) .

قوله تعالى : ( معجزين ) : حال . ويقرأ " معاجزين " بالألف والتخفيف ، وهو في معنى المشدد ، مثل عاهد وعهد ; وقيل : عاجز : سابق ، وعجز : سبق .

قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ( 52 ) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا إذا تمنى ) : قيل : هو استثناء من غير الجنس . وقيل : الكلام كله في موضع صفة لنبي .

و ( القاسية ) : الألف واللام بمعنى الذي ، والضمير في " قلوبهم " العائد عليها ، و " قلوبهم " مرفوع باسم الفاعل ; وأنث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث ، وهو معطوف على الذين .

قال تعالى : ( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ( 54 ) ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ( 55 ) ) .

[ ص: 229 ] قوله تعالى : ( فيؤمنوا ) : هو معطوف على " ليعلم " ، وكذلك " فتخبت " .

( لهادي الذين ) : الجمهور على الإضافة ويقرأ : لهاد بالتنوين ، و " الذين " نصب به .

( في مرية ) : بالكسر والضم ، وهما لغتان .

قال تعالى : ( الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم ( 56 ) ) .

قوله تعالى : ( يومئذ ) : منصوب بقوله : " لله " ; و " لله " الخبر .

و ( يحكم ) : مستأنف ; ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ، والعامل فيه الجار .

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين ( 57 ) والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ( 58 ) قوله تعالى : ( فأولئك ) : الجملة خبر الذين ; ودخلت الفاء لمعنى الجزاء .

و ( قتلوا ) : بالتخفيف والتشديد ، و " ليرزقنهم " : الخبر . و " رزقا " مفعول ثان ; ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكدا .

قال تعالى : ( ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم ( 59 ) ) قوله تعالى : ( ليدخلنهم ) : يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنهم ; ويجوز أن يكون مستأنفا .

و ( مدخلا ) بالضم والفتح ، وقد ذكر في النساء .

قال تعالى : ( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ( 60 ) ) .

قوله تعالى : ( ذلك ) : أي الأمر ذلك ، وما بعده مستأنف .

[ ص: 230 ] ( بمثل ما عوقب به ) : الباء فيها بمعنى السبب ، لا بمعنى الآلة ; و " لينصرنه " : خبر من .

التالي السابق


الخدمات العلمية