الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( أولئك لهم رزق معلوم ( 41 ) فواكه وهم مكرمون ( 42 ) في جنات النعيم ( 43 ) على سرر متقابلين ( 44 ) يطاف عليهم بكأس من معين ( 45 ) بيضاء لذة للشاربين ( 46 ) لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ( 47 ) ) .

قوله تعالى : ( فواكه ) : هو بدل من " رزق " أو على تقدير هو .

و ( مكرمون ) : بالتخفيف والتشديد للتكثير .

و ( في جنات ) : يجوز أن يكون ظرفا ، وأن يكون حالا ، وأن يكون خبرا ثانيا .

وكذلك " على سرر " ويجوز أن تتعلق على بـ " متقابلين " ويكون متقابلين حالا من " مكرمون " أو من الضمير في الجار .

[ ص: 348 ] و ( يطاف عليهم ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون كالذي قبله ، وأن يكون صفة لـ " مكرمون " .

و ( من معين ) : نعت لكأس ، وكذلك " بيضاء " .

و ( عنها ) : يتعلق بـ " ينزفون " .

قال تعالى : ( قال هل أنتم مطلعون ( 54 ) ) .

قوله تعالى : ( مطلعون ) : يقرأ بالتشديد على مفتعلون . ويقرأ بالتحفيف ؛ أي مطلعون أصحابكم . ويقرأ بكسر النون ؛ وهو بعيد جدا ؛ لأن النون إن كانت للوقاية فلا تلحق الأسماء ، وإن كانت نون الجمع فلا تثبت في الإضافة .

قال تعالى : ( أفما نحن بميتين ( 58 ) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( 59 ) إن هذا لهو الفوز العظيم ( 60 ) لمثل هذا فليعمل العاملون ( 61 ) أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ( 62 ) إنا جعلناها فتنة للظالمين ( 63 ) إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( 64 ) طلعها كأنه رءوس الشياطين ( 65 فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ( 66 ) ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ( 67 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا موتتنا ) : هو مصدر من اسم الفاعل . وقيل : هو استثناء .

و ( نزلا ) : تمييز .

و ( شوبا ) : يجوز أن يكون بمعنى مشوب ، وأن يكون مصدرا على بابه .

قال تعالى : ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( 73 ) إلا عباد الله المخلصين ( 74 ) ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ( 75 ) ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ( 76 ) وجعلنا ذريته هم الباقين ( 77 ) وتركنا عليه في الآخرين ( 78 ) سلام على نوح في العالمين ( 79 ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( 80 ) قوله تعالى : ( كيف كان عاقبة ) : قد ذكر في النمل .

( فلنعم المجيبون ) : المخصوص بالمدح محذوف ؛ أي نحن .

و " هم " : فصل .

و ( سلام على نوح ) : مبتدأ وخبر في موضع نصب بتركنا . وقيل : هو تفسير مفعول محذوف ؛ أي تركنا عليه ثناء هو سلام .

وقيل : معنى " تركنا " قلنا . وقيل : القول مقدر .

[ ص: 349 ] وقرئ شاذا بالنصب ، وهو مفعول " تركنا " وهكذا ما في هذه السورة من الآي .

و ( كذلك ) : نعت لمصدر محذوف ؛ أي جزاء كذلك .

قال تعالى : ( إذ جاء ربه بقلب سليم ( 84 ) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ( 85 ) أئفكا آلهة دون الله تريدون ( 86 ) ) .

قوله تعالى : ( إذ جاء ) : أي اذكر إذ جاء ؛ ويجوز أن يكون ظرفا العامل فيه ( من شيعته ) .

و ( إذ قال ) : بدل من إذ الأولى ؛ ويجوز أن يكون ظرفا لسليم ، أو لجاء .

قوله تعالى : ( ماذا تعبدون ) : هو مثل " ماذا تنفقون " . وقد ذكر في البقرة .

( أئفكا ) : هو منصوب بـ " تريدون " و " آلهة " بدل منه ، والتقدير : وعبادة آلهة ؛ لأن الإفك مصدر فيقدر البدل منه كذلك ، والمعنى : عليه .

وقيل : " إفكا " مفعول له ، و " آلهة " مفعول تريدون .

قال تعالى : ( فراغ عليهم ضربا باليمين ( 93 ) فأقبلوا إليه يزفون ( 94 ) ) .

( ضربا ) : مصدر من " فراغ " لأن معناه ضرب ؛ ويجوز أن يكون في موضع الحال .

و ( يزفون ) بالتشديد والكسر مع فتح الياء ، ويقرأ بضمها ؛ وهما لغتان .

ويقرأ بفتح الياء وكسر الزاي والتخفيف ، وماضيه وزف مثل وعد ، ومعنى المشدد والمخفف : الإسراع .

قال تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ( 96 ) قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ( 97 ) ) .

قوله تعالى : ( وما تعملون ) : هي مصدرية . وقيل : بمعنى الذي وقيل : نكرة موصوفة . وقيل : استفهامية على التحقير لعملهم .

و ( ما ) : منصوبة بتعملون .

و ( بنيانا ) : مفعول به .

التالي السابق


الخدمات العلمية