الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3035 [ ص: 51 ] 6 - باب: ذكر الملائكة

                                                                                                                                                                                                                              وقال أنس قال عبد الله بن سلام للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن جبريل - عليه السلام - عدو اليهود من الملائكة. وقال ابن عباس لنحن الصافون : [الصافات: 165] الملائكة. [انظر: 3329]

                                                                                                                                                                                                                              3207 - حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، عن قتادة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان -وذكر بين الرجلين- فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على آدم، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي. فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قال: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على عيسى ويحيى، فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي. فأتينا السماء الثالثة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت يوسف فسلمت عليه، قال: مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد أرسل إليه؟ قيل: نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إدريس فسلمت عليه، فقال: مرحبا من أخ ونبي. فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قيل: [ ص: 52 ] محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتينا على هارون، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ ونبي. فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قال: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على موسى، فسلمت [عليه] فقال: مرحبا بك من أخ ونبي. فلما جاوزت بكى. فقيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب، هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي. فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبا به، ونعم المجيء جاء. فأتيت على إبراهيم، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات، ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة. قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله. فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثم مثله ثم ثلاثين، ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشرا، فأتيت موسى، فقال مثله، فجعلها خمسا، فأتيت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمسا، فقال: مثله، قلت: سلمت بخير، فنودي: إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا ". وقال همام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "في البيت المعمور". [3393، 3430،3887 - مسلم:164 - فتح: 6 \ 302]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية