الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب الحج ماشيا

                                                                              3119 حدثنا إسمعيل بن حفص الأبلي حدثنا يحيى بن يمان عن حمزة بن حبيب الزيات عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل عن أبي سعيد قال حج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مشاة من المدينة إلى مكة وقال اربطوا أوساطكم بأزركم ومشى خلط الهرولة

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( مشاة ) هذا إن صح ينبغي أن يرفع مشاة على أنه خبر لقوله فأصحابه ، أو ينصب على أنه حال عنهم على أن المراد بهم بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وإلا فقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - وكثيرا من الصحابة كانوا راكبين . وقال ، أي : للمشاة من الصحابة ومشى ، أي : أمرهم بهذا المشي ، أو مشى لهم ليبرهم بذلك وخلط الهرولة بالكسر ، أي : شيئا مخلوطا بالهرولة بأن يمشي حينا ويهرول حينا ، أو معتدلا ، وفي الزوائد : هذا إسناده ضعيف ؛ لأن حمران بن أعين الكوفي قال فيه ابن معين ليس بشيء وقال أبو داود رافضي وقال النسائي ليس ثقة ويحيى بن يمان العجلي وإن روى له مسلم فقد اختلط بآخره ولم يتميز حال من روى عنه هو قبل الاختلاط ، أو بعده فاستحق الترك اهـ . وقال الدميري : انفرد به المصنف وهو ضعيف منكر مردود بالأحاديث الصحيحة التي تقدمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لم يكونوا مشاة من المدينة إلى مكة . قلت : قد عرفت بما ذكرنا التوفيق بينه وبين الأحاديث الصحيحة فليتأمل .




                                                                              الخدمات العلمية