الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        727 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى أن أباه كان يحدث بعدما يغتسل يوم الجمعة ، فيتوضأ ولا يعيد الغسل .

                                                        قيل له : أما ما روي عن علي رضي الله عنه ، فلا دلالة فيه على الفرض ؛ لأنه لما قال له زاذان : إنما أسألك عن الغسل الذي هو الغسل ، أي الذي في إصابته الفضل قال : " يوم الجمعة ، ويوم الفطر ، ويوم النحر ، ويوم عرفة " فقرن بعض ذلك ببعض . فلما كان ما ذكر مع غسل يوم الجمعة ، ليس على الفرض ، فكذلك غسل يوم الجمعة .

                                                        وأما ما روي عن سعد من قوله : " ما كنت أرى أن مسلما يدع الغسل يوم الجمعة " أي لما فيه من الفضل الكبير مع خفة مؤنته .

                                                        وأما ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه من قوله " حق الله واجب ، على كل مسلم يغتسل في كل سبعة أيام " . فقد قرن ذلك بقوله " وليمس طيبا إن كان لأهله " فلم يكن مسيس الطيب على الفرض ، فكذلك الغسل .

                                                        فقد سمع عمر يقول لعثمان رضي الله عنه : ما ذكرناه ، ولم يأمره بالرجوع بحضرته ، فلم ينكر ذلك عليه ، فذلك أيضا دليل على أنه عنده كذلك .

                                                        وأما ما روي عن أبي قتادة ، مما ذكرنا عنه في ذلك فهو إرادة منه للقصد بالغسل إلى الجمعة ، لإصابة الفضل في ذلك ؛ وقد روينا عن عبد الرحمن بن أبزى خلاف ذلك .

                                                        وجميع ما بيناه في هذا الباب هو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد . رحمهم الله تعالى .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية