الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        336 - حدثنا ابن أبي داود قال : ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : ثنا ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ( ح )

                                                        337 - وحدثنا ابن أبي داود قال : ثنا عياش بن الوليد قال : ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن ابن إسحاق ، عن [ ص: 59 ] يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حبيبة ، عن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه قال : إني لجالس عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إذ جاء رجل فقال : يا أمير المومنين ، هذا زيد بن ثابت يفتي الناس في الغسل من الجنابة برأيه .

                                                        فقال عمر رضي الله عنه : أعجل علي به ، فجاء زيد .

                                                        فقال عمر رضي الله عنه : قد بلغني من أمرك أن تفتي الناس بالغسل من الجنابة برأيك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

                                                        فقال له زيد أم والله يا أمير المؤمنين ، ما أفتيت برأيي ، ولكني سمعت من أعمامي شيئا فقلت به .

                                                        فقال : من أي أعمامك ؟ فقال : من أبي بن كعب ، وأبي أيوب ، ورفاعة بن رافع .

                                                        فالتفت إلي عمر فقال : ما يقول هذا الفتى ؟

                                                        قال قلت : إنا كنا لنفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا نغتسل .

                                                        قال : أفسألتم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فقلت : لا .

                                                        قال علي بالناس ، فاتفق الناس أن الماء لا يكون إلا من الماء ، إلا ما كان من علي ومعاذ بن جبل فقالا : إذا جاوز الختان الختان ، فقد وجب الغسل .

                                                        فقال : يا أمير المؤمنين لا أجد أحدا أعلم بهذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أزواجه .

                                                        فأرسل إلى حفصة رضي الله عنها فقالت : لا علم لي .

                                                        فأرسل إلى عائشة رضي الله عنها فقالت : إذا جاوز الختان الختان ، فقد وجب الغسل .

                                                        فتحطم عمر ، وقال : لئن أخبرت بأحد يفعله ثم لا يغتسل لأنهكته عقوبة ( أي لما لنت في عقوبته
                                                        ) .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية