الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
هذا أيضا من الترجمة، و"قول" مجرور؛ لأنه عطف على قوله: " nindex.php?page=treesubj&link=27079وجوب الصوم"، وأشار بإيراد هذه الآية الكريمة إلى أمور تتضمن هذه الآية، وهي فرضية صوم رمضان بقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كتب عليكم الصيام وأنه كان فرضا من قبلنا من الأمم، وأن الصوم وصلة إلى التقى؛ لأنه من البر الذي يكف الإنسان عن كثير مما تطلع له النفس من المعاصي.
وفيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، كما ثبت في الصحيحين: " nindex.php?page=hadith&LINKID=659494يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
ثم إنهم تكلموا في هذا التشبيه، وهو قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كما كتب على الذين من قبلكم فقيل: إنه تشبيه في أصل الوجوب لا في قدر الواجب، وكان الصوم على آدم عليه الصلاة والسلام أيام البيض، وصوم عاشوراء على قوم موسى عليه الصلاة والسلام وكان على كل أمة صوم، والتشبيه لا يقتضي التسوية من كل وجه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=650521إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"، وهذا تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي، وقيل: هذا التشبيه في الأصل والقدر والوقت جميعا، وكان على الأولين صوم رمضان، لكنهم زادوا في العدد، ونقلوا من أيام الحر إلى أيام الاعتدال.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي: إن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض علينا، فحولوه إلى الفصل، وذلك أنهم ربما صاموه في القيظ، فعدوا ثلاثين يوما، ثم جاء بعدهم قرن منهم فأخذوا بالثقة في أنفسهم، فصاموا قبل الثلاثين يوما وبعدها، ثم لم يزل الآخر يستن بسنة القرن الذي قبله حتى صارت إلى خمسين.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: وقال آخرون: بل التشبيه إنما هو من أجل أن صومهم كان من العشاء الآخرة إلى العشاء الآخرة، وكان ذلك فرض على المؤمنين في أول ما افترض عليهم الصوم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: النصارى كتب عليهم رمضان، وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساء شهر رمضان، فاشتد ذلك على النصارى، وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف، فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف، وقالوا: نزيد عشرين يوما نكفر بها ما صنعنا، فجعلوا صيامهم خمسين يوما، فلم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى، حتى كان من أمر أبي قيس بن صرمة nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله تعالى عنهما ما كان، فأحل الله لهم الأكل والشرب والجماع إلى طلوع الفجر.
وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن الحسن قال: والله، لقد كتب الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا شهرا كاملا، وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: كتب الله تعالى على قوم موسى، وعيسى عليهما الصلاة والسلام صيام رمضان فغيروا، وزاد أحبارهم عشرة أيام أخرى، ثم مرض بعض أحبارهم، فنذر إن شفي أن يزيد في صومهم عشرة أيام أخرى ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يوما، فصعب عليهم في الحر، فنقلوه إلى الربيع قال: واختار هذا القول النحاس [ ص: 255 ] وأسند فيه حديثا يدل على صحته.
(فإن قلت): ما الحكمة في التنصيص على الثلاثين التي هي الشهر الكامل؟ (قلت): قالوا: لما أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي نهي عنها، بقي شيء من ذلك في جوفه ثلاثين يوما، فلما تاب الله عليه أمره بصيام ثلاثين يوما بلياليهن، ذكره في خلاصة البيان في تلخيص معاني القرآن.
المكتبة الإسلامية
كتاب الأمة
حول المكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المواريث
بنين وبنات