الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال ( وإن مات في الإناء ذباب ، أو عقرب ، أو غير ذلك مما ليس له دم سائل لم يفسده عندنا ) ، وقال الشافعي رضي الله عنه يفسده إلا ما خلق منه كدود الخل يموت فيه ، وسوس الثمار يموت في الثمار ، واستدل بقوله تعالى { حرمت عليكم الميتة } فهو تنصيص على نجاسة كل ميتة ، وإذا تنجس بالموت تنجس ما مات فيه إلا أن فيما خلق منه ضرورة ، ولا يمكن التحرز عنه فصار عفوا لهذا .

( ولنا ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه ، ثم امقلوه ، ثم انقلوه فإن في أحد جناحيه سما ، وفي الآخر شفاء } ، وإنه ليقدم السم على الشفاء ، ومعلوم أن الذباب إذا مقل مرارا في الطعام الحار يموت فلو كان مفسدا لما أمر بمقله ، وفي حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ما ليس له دم سائل إذا مات في الإناء فهو الحلال أكله ، وشربه ، والوضوء به } ، ولأن الحيوان إذا مات فإنما يتنجس لما فيه من الدم المسفوح حتى لو ذكي فسال الدم منه كان طاهرا ، وهذا ; لأن المحرم هو الدم المسفوح قال الله تعالى { أو دما مسفوحا } فما ليس له دم سائل لا يتناوله نص التحريم فلا ينجس ما مات فيه قياسا على [ ص: 52 ] ما خلق منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية