الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ الشرك وما يلحق به ]

{ وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقيل له : كيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله فقال : قولوا : اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلم } ذكره أحمد .

{ وقال صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ؟ } ذكره أحمد .

{ وسئل صلى الله عليه وسلم عن الأخسرين أعمالا يوم القيامة ، فقال : هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا إلى من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، وقليل ما هم . ولما نزلت : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك [ ص: 304 ] عليهم ، وقالوا : يا رسول الله ، وأينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه : { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } } .

{ وخرج عليهم وهم يتذاكرون المسيح الدجال ، فقال : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا : بلى ، قال : الشرك الخفي قالوا : وما الشرك ؟ قال : أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل آخر } ذكره ابن ماجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية