إسلام ويب - الطرق الحكمية - فصل في الحكم بالفراسة - فصل في الفراسة الصادقة- الجزء رقم1
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=25972_25967ومن الفراسة الصادقة : فراسة خزيمة بن ثابت ، حين قدم وشهد على عقد التبايع بين الأعرابي ورسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يكن حاضرا ، تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع ما يخبر به .
ومنها : فراسة nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا إلى المشركين فجلس بينهم . فقال nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان : لينظر كل منكم جليسه ، فبادر nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة وقال لجليسه : من أنت ؟ فقال : فلان بن فلان .
ومنها : فراسة nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، وقد استعمله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على البحرين . فكرهه أهلها فعزله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عنهم ، فخافوا أن يرده عليهم . فقال دهقانهم : إن فعلتم ما آمركم به لم يرده علينا . قالوا مرنا بأمرك . قال : تجمعون مائة ألف درهم ، حتى أذهب بها إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وأقول : إن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة اختان هذا ودفعه إلي ، فجمعوا ذلك . فأتى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فقال : يا أمير المؤمنين ) إن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة اختان هذا ، فدفعه إلي . فدعا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال : كذب ، أصلحك الله ، إنما كانت مائتي ألف ، فقال : ما حملك على ذلك ؟ قال : العيال والحاجة . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر للدهقان : ما تقول ؟ فقال : لا والله ، لأصدقنك ، والله ما دفع إلي قليلا ولا كثيرا . ولكن كرهناه وخشينا أن ترده علينا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=19للمغيرة : ما حملك على هذا ؟ قال : إن الخبيث كذب علي فأردت أن أخزيه .
[ ص: 37 ] وخطب nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة وفتى من العرب امرأة ، وكان الفتى جميلا ، فأرسلت إليهما المرأة : لا بد أن أراكما ، وأسمع كلامكما ، فاحضرا إن شئتما ، فأجلستهما بحيث تراهما . فعلم nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة أنها تؤثر عليه الفتى ، فأقبل عليه ، فقال : لقد أوتيت حسنا وجمالا وبيانا . فهل عندك سوى ذلك ؟ قال : نعم . فعدد عليه محاسنه ، ثم سكت .
فقال nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة : فكيف حسابك ؟ فقال : لا يسقط علي منه شيء ، وإني لأستدرك منه أقل من الخردلة ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة : لكني أضع البدرة في زاوية البيت ، فينفقها أهل بيتي على ما يريدون ، فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها ، فقالت المرأة : والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحب إلي من الذي يحصي علي أدنى من الخردلة . فتزوجت nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة .
ومنها : فراسة nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص لما حاصر غزة ، فبعث إليه صاحبها : أن أرسل إلي رجلا من أصحابك أكلمه . ففكر nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، وقال : ما لهذا الرجل غيري فخرج حتى دخل عليه ، فكلمه كلاما لم يسمع مثله قط . فقال له : حدثني ، هل أحد من أصحابك مثلك ؟ فقال : لا تسل ، من هواني عندهم بعثوني إليك ، وعرضوني لما عرضوني . ولا يدرون ما يصنع بي . فأمر له بجارية وكسوة . وبعث إلى البواب : إذا مر بك فاضرب عنقه ، وخذ ما معه . فمر برجل من نصارى غسان فعرفه . فقال يا nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو قد أحسنت الدخول ، فأحسن الخروج ، فرجع ، فقال له الملك : ما ردك إلينا ؟ قال : نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك يسع من معي من بني عمي ، فأردت الخروج ، فآتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية فيكون معروفك عند عشرة رجال خيرا من أن يكون عند واحد ، قال : صدقت عجل بهم . وبعث إلى البواب : خل سبيله ، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو وهو يلتفت ، حتى إذا أمن قال : لا عدت لمثلها . فلما كان بعد رآه الملك ، فقال : أنت هو ؟ قال : نعم ، على ما كان من غدرك .
ومن ذلك : فراسة nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنهما لما جيء إليه بابن ملجم قال له : أريد أسارك بكلمة فأبى nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن ، وقال : تريد أن تعض أذني ، فقال ابن ملجم : والله لو أمكنتني منها لأخذتها من صماخها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13372أبو الوفاء ابن عقيل : فانظر إلى حسن رأي هذا السيد الذي قد نزل به من المصيبة العاجلة ما يذهل الخلق ، وفطنته إلى هذا الحد ، وإلى ذلك اللعين كيف لم يشغله حاله عن استزادة الجناية .
ومن ذلك : فراسة أخيه nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين رضي الله عنهما أن رجلا ادعى عليه مالا . فقال nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين : ليحلف على ما ادعاه ويأخذه ، فتهيأ الرجل لليمين ، وقال : والله الذي لا إله إلا هو . فقال nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين : قل : والله ، والله ، والله ثلاثا إن هذا الذي تدعيه عندي ، وفي قبلي ، ففعل الرجل ذلك . وقام فاختلفت رجلاه وسقط ميتا فقيل nindex.php?page=showalam&ids=17للحسين : لم فعلت ذلك ؟ أي عدلت عن قوله : والله الذي لا إله إلا هو إلى قوله : " والله والله والله " فقال : كرهت أن يثني على الله ، فيحلم عنه .
[ ص: 38 ] ومن ذلك : فراسة nindex.php?page=showalam&ids=18العباس رضي الله عنه - ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال - { nindex.php?page=hadith&LINKID=16546بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ وجد ريحا . فقال : ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ . فاستحيا الرجل ، ثم قال : ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ . فإن الله لا يستحيي من الحق .
فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : ألا نقوم كلنا نتوضأ ؟ } . هكذا رواه الفريابي عن الأوزاعي مرسلا ، ووصله عن محمد بن مصعب ، فقال : عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما
وقد جرت مثل هذه القضية في مجلس nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قال الشعبي : " كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في بيت ، ومعه nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي . فوجد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ريحا . فقال : عزمت على صاحب هذه الريح لما قام فتوضأ . فقال جرير : يا أمير المؤمنين ، أو يتوضأ القوم جميعا . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يرحمك الله . نعم السيد كنت في الجاهلية ، ونعم السيد وأنت في الإسلام " .