الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلمهم (تعالى) أنهم إذا وردت عليهم الآية المعجزة قالوا: سحر؛ وقالوا: سكرت أبصارنا؛ كما قالوا حين انشق القمر: هذا سحر مستمر ؛ فقال - عز وجل -: ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ؛ ويقرأ: "يعرجون"؛ أي: يصعدون؛ ويذهبون؛ ويجيئون؛ ويصلح أن يكون [ ص: 175 ] "يعرجون"؛ للملائكة؛ والناس؛ وقد جاء بهما التفسير؛ لقالوا إنما سكرت أبصارنا ؛ و"سكرت"؛ ويجوز "سكرت"؛ بفتح السين؛ ولا تقرأن بها؛ إلا أن تثبت بها رواية صحيحة؛ وفسروا "سكرت": أغشيت؛ و"سكرت": تحيرت؛ وسكنت عن أن تنظر؛ والعرب تقول: "سكرت الريح؛ تسكر"؛ إذا سكنت؛ وكذلك "سكر الحر؛ يسكر"؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        جاء الشتاء واجثأل القبر وجعلت عين الحرور تسكر



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية