الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ؛ المعنى: "وأهل تلك القرى أهلكناهم"؛ يعنى به من أهلك من الأمم الخالية؛ نحو "عاد" ؛ و"ثمود" ؛ و"قوم لوط "؛ ومن ذكر بالهلاك.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وجعلنا لمهلكهم موعدا ؛ أي: أجلا؛ وفيها ثلاثة أوجه: "لمهلكهم"؛ وتأويل "المهلك"؛ على ضربين: على المصدر؛ وعلى الوقت؛ معنى المصدر: "لإهلاكهم"؛ ومعنى الوقت: "لوقت هلاكهم"؛ وكل فعل ماض على "أفعل"؛ فالمصدر منه "مفعل"؛ أو "إفعال"؛ واسم الزمان منه "مفعل"؛ وكذلك اسم المكان؛ تقول: "أدخلته مدخلا"؛ و"هذا مدخله"؛ أي: المكان الذي يدخل زيد منه؛ و"هذا مدخله"؛ أي: وقت إدخاله.

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يقرأ: "لمهلكهم"؛ على أن يكون "مهلك"؛ اسما للزمان؛ على معنى "هلك؛ يهلك"؛ و"هذا زمن مهلكه"؛ مثل: "جلس؛ يجلس"؛ إذا أردت المكان؛ أو الزمان؛ فإذا أردت المصدر قلت: "مهلك"؛ بفتح اللام؛ مثل: "مجلس"؛ يقال: "أتت الناقة على مضربها"؛ [ ص: 298 ] أي: على زمان ضرابها؛ وتقول: "جلس؛ مجلسا"؛ بفتح اللام؛ ومثله: "هلك مهلكا"؛ أي: "هلكا"؛ وموضع "تلك القرى": رفع بالابتداء؛ و"القرى": صفة لها؛ مبينة؛ و"أهلكناهم"؛ خبر الابتداء؛ وجائز أن يكون موضع "تلك القرى"؛ نصبا؛ ويكون "أهلكناهم"؛ مفسرا للناصب؛ ويكون المعنى: "وأهلكنا تلك القرى أهلكناهم".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية