الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2893 ) فصل : وإن باعه دارا بحقوقها ، تناول البيع أرضها ، وبناءها ، وما هو متصل بها ، مما هو من مصلحتها ، كالأبواب المنصوبة ، والخوابي المدفونة ، والرفوف المسمرة ، والأوتاد المغروزة ، والحجر المنصوب من الرحا ، وأشباه ذلك . ولا يدخل في البيع ما ليس من مصالحها ، كالكنز ، والأحجار المدفونة ; لأن ذلك مودع فيها للنقل عنها ، فأشبه الفرش ، والستور ، ولا ما كان منفصلا عنها يختص بمصلحتها ، كالفرش ، والستور ، والطعام ، والرفوف الموضوعة على الأوتاد بغير تسمير ، ولا غرز في الحائط ، والحبل ، والدلو ، والبكرة ، والقفل ، وحجر الرحى ، إذا لم يكن واحد منهما منصوبا ، والخوابي الموضوعة من غير أن يطين عليها ، ونحوه ; لأنه منفصل عنها ، لا يختص بمصلحتها ، فأشبه [ ص: 70 ] الثياب .

                                                                                                                                            وأما ما كان من مصالحها ، لكنه منفصل عنها ، كالمفتاح ، والحجر الفوقاني من الرحا إذا كان السفلاني منصوبا ، فيحتمل وجهين ; أحدهما ، يدخل في البيع ; لأنه لمصلحتها ، فأشبه المنصوب فيها . والثاني ، لا يدخل ; لأنه منفصل عنها ، فأشبه السفلاني إذا لم يكن منصوبا ، والقفل ، والدلو ، ونحوهما . ومذهب الشافعي في هذا كمذهبنا سواء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية